يوم "الذعر" الكوري.. جرس إنذار خليجي

وفيق السامرائي

المختصر / في مارس الماضي، دخلت بارجة كورية جنوبية المياه الإقليمية الكورية الشمالية، أو لم تدخل، وثبت بعد شهرين أنها دُمرت بطوربيد شمالي. وكان على الجنوبية اتخاذ موقف سياسي غير مهادن. وقد حصل ذلك فعلا على لسان رئيس الدولة.
وعلى هامش التصعيد السياسي لا بد من رفع درجة استعداد القوات المسلحة للكوريتين وأميركا وحتى الدول الإقليمية، كإجراء روتيني مفترض.
اشتعلت الأسواق «تراجعا» على مدار الكرة الأرضية الثلاثاء الماضي، وانتقلت العلامة الحمراء على شاشات البورصات متجاوزة درجة الإنذار الفعلية للجيوش المعنية. حالة من الهلع يمكن تسميتها «يوم الذعر الكوري».
حتى لو حصلت حرب بين الدولتين، فلا ينبغي أن يشهد العالم ذعرا كالذي حدث، فحرب كهذه ليست أول الحروب ولا آخرها، مهما فسر المفسرون نتائجها. لكن أعصاب العالم تبدو متعبة على كل المستويات.
دولتان متجاورتان، شمالية فقيرة على عكس الجنوبية، لكنها متفوقة عسكريا ومزودة ببضع قنابل نووية، وفيها قيادة مغامرة، وعينها على ثروات الجنوب. هذا هو لب المشكلة. وفي المقابل تستند الجنوبية إلى التزام مصالح استراتيجية قوية مع أقوى قوة عسكرية تقليدية ونووية في العالم. فيصبح التفوق العسكري الشمالي فاقداً قدرة التأثير الفعلي، لأن الشماليين يدركون استحالة القرار باجتياح واسع مع وجود أكثر من 28000 جندي أميركي في المنطقة المباشرة، وأي استخدام لسلاح نووي سيقابل برد فوري مضاعف. لذلك من المستبعد حدوث حرب واسعة، لأنها ستتحول إلى نووية إذا ما تجاوزت حدودا معينة. فعلام الذعر الاقتصادي والسياسي والتضخيم الإعلامي المبالغ فيه؟!
مع كل تسخيف لحالة الذعر، فإن المنطقة العربية عموما والخليج تحديداً، مرشحة لحالات مماثلة على مدى العقد الحالي. وبما أن التشابه السيكولوجي قائم بين طهران وبيونغ يانغ، وبما أن منطقة الخليج أكبر تأثيراً من شبه الجزيرة الكورية، فإن الذعر العالمي سيأخذ بعداً مؤذياً مع كل أزمة مماثلة أو قريبة مما حدث. فطرق إمدادات النفط، والتشنج الفكري، وتراكمات الماضي، وعصبيات الحاضر، تجعل الأزمات أكثر تعقيداً وخطورة.
من هذه المقارنة السريعة والمبسطة يمكن الخروج باستنتاج رئيسي، وهو أن مجرد حصول إيران على سلاح نووي سيعرض أمن المنطقة والعالم إلى خطر أزمات متكررة، قد تكون إيران أقل الخاسرين فيها، إن اعتمدت سياسة إثارة الأزمات والتراجع المؤقت.
ووفق هذه الاعتبارات، فإن القلق العربي والعالمي يأخذ صفة مشروعية مطلقة، ولا مجال للمقارنات والمحاججات السخيفة بالقوة النووية الإسرائيلية. فوجود طرف مخالف لا يبرر إشاعة المخالفات، لا سيما مع عدم وجود تهديدات جدية بين إيران وإسرائيل.
أليست هذه رنة جرس أخرى؟ فما أكثر رنات الأجراس. ولا شك في أن المسؤولين متحسبون.
المصدر: القبس الكويتية

يعطيك العافيه ابوسليم
تحياااااااااااتي