ما أسهل تسطير البكائيات والتشدق بكلمات لا معنى لها، والنسف المجاني لحقول معرفية عريقة لأننا نتأذى منها، وهذا ما يفعله الكثير، آخرهم روائية عظيمة خطت خطأ إملائياً فادحاً نقشت عليه دار النشر مسمى رواية، فهي تشفق على النقاد الذين لا يعرفون سوى الهدم، ولا تتقبل أي نقد "تعتبره" غير موضوعي، ولا أعرف حقيقة كيف أصنف ملاحظة حول الأخطاء الإملائية، هل هي نقد موضوعي أم غير موضوعي؟ لا أظن والحال كهذه أننا بحاجة لناقد، أظننا نحتاج مصححاً لغوياً يأتي مرفقاً في برنامج Microsoft Word أنصح الروائية بتأمل ملاحظاته النقدية وأن تعتبرها فضلاً لا أمراً (موضوعية).
بعد أن يخط المبدع إبداعه، يراجع ما يرد إليه من ملاحظات، ويترفع عن التراشق بما لا يخدم عمله، لكن أن يخوض السجال تلو السجال ليحمي عمله، فهذه خطيئة حقيقية، تدل على أن العمل يعيش في العناية المركزة التي افتتحها الكاتب ورفاق الرحلة، فهو يخوض معارك ويصطنع أخرى لتبقى إطلالته لأطول فترة ممكنة على صفحات إعلامنا البائس، ويظن أنه بهذا الركض يخلد ما كتب!. نعم نحن نعاني إشكالية نقدية حقيقية، إشكالية تطبيل وتصفيق أصم أذاننا لا إشكالية نقد هدام، نقد ما زال يتخبط غالباً في المجاملات واللغة الاحتفائية، وهذا ما يجعل كتاباً بالكاد كتبوا حروفاً ونشروها، مستعدين لخط رواية كل ستة أشهر، كتاباً مبتدئين يستعيرون لغة غيرهم، يتحدثون وكأنهم قضوا أعمارهم في هذا الفن، يتحدثون بلغة لا يفقهون معناها ولا تليق بهم، عندها يجب ألا نلوم المبدع الحقيقي حين ينأى بنفسه عن الخوض في معمعة الإعلام والتصريحات، حيث ارتد الإعلام لتظاهره أولمبية عالمية يشترك فيها المرشح لنيل الميدالية الذهبية، ورياضيو الدرجة الثالثة!.
كتّاب آخر زمن
العرض العادي
