قبل توقيع معاهدة جنيف عام 1949 بشأن معاملة اسرى الحرب.. كان البدو العرب قد سبقوا الدول الموقعة على المعاهدة بزمن طويل باتفاقية غير مكتوبة تلزم جميع اطراف الحروب والغزو القبلي بمعاملة (المنيع) الأسير معاملة الضيف وليس السجين المغلوب على امره. ولم يلتزم البدو العرب بتطبيق هذا الشرط فقط. بل انهم يتفاخرون باكرام الأسير ومداواته من الجروح التي اصيب بها في المعركة التي هم طرف معادْ فيها. ويلتزمون باعادته الى اهله على ركوبة من حلالهم. فرس. جمل.. الخ.
تحظر معاهدة جنيف (أ) الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية ، وبخاصة القتل بجميع أشكاله ، والتشويه ، والمعاملة القاسية ، والتعذيب ، (ب) أخذ الرهائن ، (ج) الاعتداء على الكرامة الشخصية ، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة ، (د) إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيلا قانونيا. وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة في نظر الشعوب المتمدنة. وهي تطلب ان يجمع الجرحى والمرضى ويعتني بهم ويجوز لهيئة إنسانية غير متحيزة ، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر ، أن تعرض خدماتها على أطراف النزاع وعلى أطراف النزاع أن تعمل فوق ذلك ، عن طريق اتفاقات خاصة ، على تنفيذ كل الأحكام الأخرى من هذه الاتفاقية أو بعضها. وليس في تطبيق الأحكام المتقدمة ما يؤثر على الوضع القانوني لأطراف النزاع.
في المقابل ، يروي الرحالة الأمريكي وليام سيبروك معركة غزو بين بني صخر بقيادة مثقال الفايز وبين قبيلة اخرى سقط خلالها احد الفرسان على الأرض واعتدل ينفض الغبار عن ملابسه دون ان يكلف نفسه عناء رفع يديه اشارة الى استسلامه. طلب مثقال من الأسير ان يبقى مع الراعي او يرافقه احد الرجال الى البيت "بيت مثقال" ففي البيت يصبح الأسير ضيفا.
ويروي المستشرق التشيكي الويس موزيل حال اسرى "منايع" من قبيلتين في مضارب عوده ابو تايه الذي اشعل نارا لكل أسرى قبيلة. وذبيحة خاصة بكل فريق.. وحينما اكتشف ان احد المنايع شيخ قبيلة. استدعاه للجلوس معه على فراش الصدارة.
سقنا هذه الأمثلة لتوعية القارئ بالكذب والزيف الذي يمارسه كتاب ومخرجو المسلسلات التلفزيونية عن البدو. وفي اذهاننا حالة التغريب من باب "ما فيه اكذب من شب تغرّب وشايب ماتت اجياله".
البدو ومعاهدة جنيف * محمود الزيودي
العرض العادي
