[ لمن يهمه الأمر ]
السلام عليكم
جف القلم ، رفعت الصحف ، قضي الأمر ، كتبت المقادير ما اصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطاك لم يكن يصيبك 0
أن هذه العقيده إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البليه عطيه ، والمحنه منحه ، وكل الوقائع جوائز ، فلا يصيبك قلق من مرض أو موت ابن ،
أو خصارةٌ ماليه ، او احتراق بيت ، فأن الباري قدر والقضاء قد حل ، والاختيار هكذا ، والخيره لله ، والاجر حصل ، والذنب كفر 000
لن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك ، وتذهب وسواس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر ، جف القلم بما أنت لاه فلا تذهب نفسك حسرات ،
لا تظن أنه كان بوسعك إقاف الجدار أن ينهار ، وحبس الماء أن ينسكب ، ومنع الريح أن تهب ، وحفظ الزجاج أن ينكسر ، ليس بصحيح رغماً عنك ،
وسوف يقع المقدور ، وينفذ القضاء ويحل المكتوب 000000
أستسلم للقدر قبل ان تطوق بجيش السخط والتذمر والعويل ، أعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيل الندم ،
فليهدأ بالك إذا فعلت الاسباب ، وبذلت الحيل ، ثم وقع ما كنت تحذر ، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ، أن بعد الجوع شبع ، وبعد الظماء ري ، وبعد السهر نوم ،
وبعد المرض عافيه ، سوف يصل الغائب ، ويهتدي الضأل ، وينقشع الضلام 0000
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ، فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الضلال 000
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فأعلم أنه سوف ينقطع 0
مع الدمعه بسمه ، ومع الخوف أمن ، ومع الفزع سكينه 000
أن عبيد الساعات الراهنه وارقاء الظروف القاتمه لا يرون إلا النكد والضيق والتعاسه ، لانهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفه وباب الدار فحسب ،
ألا فليمدوا ابصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة افكارهم إلى ما وراء الأسوار 000
أذاً فلا تضق ذرعاَ فمن المحال دوام الحال ، والايام دول والدهر قلب ، والليالي حبالي ، والغيب مستور ،
والحكيم كل يوم هو في شأن ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراَ وأن مع العسر يسراء 000
أخوكم / سيف الحق