مع كل ومضة او همسة او حتى مجرد غفوة.. تطل علينا الحياة بجداولها المنسوجة من طاقات كلما هو متحرك.. تحث مكامن توثبنا على القيام بتجديدها وتشتيت سكونها بالأفكار المتوهجة التي تضيف الى رصيد خبر الانسان سمواً جديداً.
الفكرة إما أن تأتي صدقاً متوافقاً مع نواميس الحياة او تسقط في براثن الغي ودهاليز العجز والحقد والكراهية؛ لأن الحياة هبة الله لمخلوقه الانسان الذي يستقيم وروابط المحبة.. فهي تلفظ كل الادران المغايرة.. لان الله يكره الباطل على مخلوقه الانسان ولا يحب من يعبث بالافكار الانسانية التي تنشد الخير والمحبة والسلام.
> > >
و.. لمتغيرات الحياة دورات تأتي في مواقيتها.. وها نحن في خضم واحدة منها.. ولا مناص إلاّ خوضها ومواجهة عاتياتها وأعاصيرها.
ستداهمنا وتلاحقنا بكل جبروت صدوتها.. لكنها.. لكنها ليست سوى احدى دورات الزمن الضرورية لاستمرار نبض الحياة.
وفي لج عبابها تدرك القوى الانسانية المقتدرة انها في صراع مع الباطل والضيم والضغينة.. فتعاركها وتصر على دحرها وقهرها.
.. بعدها.. يعم الهدوء وقد تمكن ابناء وبنات الانسان الاسوياء من ترويض كل العاتيات.. فتقبل الحياة نحوهم بعنفوان قشيب وتغتسل معهم بطهر الله وتسلمهم مهام إعادة ترتيبها لقاء بلائهم الحسن.
ويبدأ الاطفال استقراء الوقت.. الزمن الاحجية على مساحات رحبة من الحرية والتأمل.. يتعلمون أولاً كيف يتم ترويض أهوائهم البضة لتجنب العثرات وسيقفون أمام «العولمة»(1) بحكمة وقوة.. وسيجدون عالمهم على أشد حاجته لسبر اغواره.. وستكون العولمة.. لكن ليس كما يريدها ذوو الافكار النازعة الى الشر والتسلط الاعمى. بالتأكيد هناك من سيمسك بزمام الحياة.. هل نعرفهم؟