بعد غياب طويل بسبب المرض اعود اليكم بهذه الخاطرة
لا للبكاء لا للنحيب لا للعويل يا ضمير
رغم أن اليأس افترش بساط السعير
حيث يرتاح كل غم و هم بلا تهجير
ويطرد العزم من العرين إلى متاهات المسير
ليعربد الإفلاس و الانهيار دون سابق تحذير
و يرقص الشجن مع الحزن على إيقاع الزفير
لا للبكاء ... لا للبكاء... لا للبكاء
شطحات أفاعي الغمم أضحت تؤرق المصير
و تقطف أنيابها زهور الآمال دون تبرير
فسموم لدغاتها لا يجدي معها دواء ولا عقاقير
ان هي ضخت فدع أفراحك تعانق السرير
و اشرع في نظم تلال المراثي في لوح كبير
فالعقل يحتضر ألما تحت وطأة الكيان الكسير
ليظل مع أطياف الذكريات سجين أسير
لا للبكاء ... لا للبكاء ... لا للبكاء
أسود الهمم لم يعد يسمع لها زئير
ربما أثخنتها اللمم بناب الخنزير
فغدت أمام الكلاب ذليل صغير
بقلم يوسف ابن ميمون
لا للبكاء لا للنحيب لا للعويل يا ضمير
العرض العادي
