قصيدة (الموت) للشاعر محمود حسين بديوي العلي – رحمه الله:
يا هيه يا من لي من الناس صدقان ... يا سامعين القول بدو وحضران
يطري علي القيل من غير حكران ... ويضيعه من وقتنا الشقلبان
الموت جاني وقاللي وينك من العام ... مطلوب عند اللي على الناس حكام
مرسولك لو كان ترجع ورا الشام ... لجاك وقتك مالك اليوم عاني
قمت أتحيل بالعوافي سلامات ... ولا أحسب انه ضاري للشطارات
قاللي تريّح يا رويع الكلامات ... لا أجر روحك مثل جر السواني
ناديت ربعي والربوع الثقاتي ... واتليمو الجيران هم والبناتي
وانا معاهم منطوي في عباتي ... قلت آه واعزاه يا أهل المعاني
قالوا علامك يا جضيع تنادي ... أقلقتنا طول الليل وحنا رقادي
ان كان ضامك دين جبنا السدادي ... ولا يزعلك يالقرم جور الزماني
قلت آه جاني الموت يهدر هدير ... ويدعي قليبي من مكانه يطير
يحكم عليه مثل حكم الوزير ... واحيرتي واحيرتي وش بلاني
قال لي مالك الله مخليك ... لو كان تجمع كل ربعك واهاليك
والله لو انك ورا الهند لا أجيك ... واجي روحك لو اني في مكاني
قمت أصيح لاهل الخير واهل الشجاعة ... اللي يشبون نارهم في كل ساعه
وأقول عمري يا رفاقه وداعه ... تكفون يا اهل الكرم والعناني
الكل منهم قال هذا خصيم ... ذبح ضعوف من وراهم حريم
يا مالنا عنده من جديد وقديم ... ولا ياكل الا من لحوم السماني
ناديت يا مرزوق راس الطويله ... واثر المنادي مالها من صميله
قاللي وراك القبر لازم تجيله ... عقب المعزة تغتشيك الهواني
قلت اشهدوا يا ناس باغي الشريعه ... هذا الرجل ماله علي صنيعه
العمر هذا والحقايق تبيعه ... واللي يقول الشيخ فيها الأماني
قال انت والمسلمين حتى النصارى ... ما تحسب ان الربح عقبه خساره
والله لو انك بسوق الهند وسط التجاره ... لا هبل قليبك بالخفا والبياني
عودت يالربع عذرت مغصوب ... واقول هذا على المخاليق مكتوب
بالله يالحفار لا تكثر الطوب ... جسمي ضعيف ولا يطيق المباني
وانا اشهد ان الله واحد موجود ... رازق كل الناس والطير والدود
وانا اشهد ان الموت ماهو بمجحود ... واذكر نبيي يوم شفته غشاني
هذا كلام جايبه واتطّره ... يا رب تكفينا شرور المضره
ياللي فرضت الحج بالعمر مره ... تغفر ذنوبي ولا تراعي لساني