يبدو أننا سنبقى زمنًا طويلًا نرصد فوائد حافز -باركه المولى- ولن نصل لخط النهاية أبدًا، فهذا النظام الساحر لديه القدرة على تحويل ما قد يظنه البعض تحديًا أو تعجيزًا أو (تطفيشًا) أو منة... إلخ إلى فوائد وفرص يغتنمها مجتهد ما، وتذكروا دومًا أن فوائد حافز لديها القدرة على التناسل والتكاثر والانقسام الخلوي حتى صار حافز هو الأحق بلقب (مالئ الدنيا -فوائد طبعًا- وشاغل الناس).
آخر فوائد حافز ظهورًا تهيئة فرص تحقيق دخل شهري من خلال إجراء تحديث البيانات الأسبوعي الذي رأى (حافز) حسم مبلغ 200 ريال ممن لم يفعل، وقد هاج الكثيرون وغضب المستفيدون سكان القرى والهجر الذين لا يتوافر لديهم شبكات أو أجهزة كمبيوتر من أصله، لكن أمرًا كهذا لا يفوت منتهزي فرص العمل، فبدأت تنتشر إعلانات متعهدي تحديث البيانات لمن يرغب من مستفيدي حافز مقابل مبالغ زهيدة لا تتجاوز العشرين ريالًا، لنجد أن الأسئلة ذات (اللقافة العالية) ترمي نفسها من جسر لبن المعلق، وتحصر إجاباتها في أحد أمرين: إما أن المعلن أشد احتياجًا من بني (حافز) أو أن الطمع استشرى ولم يستثن (أيتام حافز) من مخالبه.
ولنتذكر معًا إعلانات مستغلي المصابين بفوبيا (قياس) وهم يبادرون بطرح برامج تدريبية وتأهيلية لاجتياز حافز فتغري خريجي الثانوية العامة (الغلابة) بعبارات: هل تخشى (قياس) هل أثر (قياس) على ثقتك بنفسك؟ هل يهدد (قياس) أحلامك؟ ولأن الإجابة دومًا وحتمًا هي (نعم) إذًا ماذا تنتظر والمقاعد محدودة؟!
وبمناسبة (قياس) وميزانيته المتضخمة والبالغة مئات الملايين هل يفكر هذا العزيز باستثمار هذه الملايين وتأسيس مراكز تؤهل الطلاب والطالبات فيما يراه مهارات وقدرات وكفايات؟! وهل نراه قريبًا يعقد شراكات مع الجامعات لتأهيل الطلاب بما ينقصهم دون تغيير رغباتهم الدراسية ودون قتل أحلامهم العلمية -على الأقل لحين قياس المعلمين والمناهج والبيئات التعليمية التي أنتجتهم!
بقلم لولو الحبشي
حوافز قوم عند قوم فوائد
العرض العادي
