[frame="11 98"]

ما أجمل الكون حين ينهمر المطر
ليتنّزل على المشاعر سحراً
يغسل رواسب الصلافة
و ما علق في القلوب من حَزَن
حين يأتي المطر
تنبت مع زخاته بذور الفرح
و تشع تلك العيون التي أرهقها الوسن
ما أجمل السير تحت المطر
و اطارات السيارات ترسم مساراً
سرعان ما يتلاشى ليتطاير رذاذاً
على زجاج همومنا المبتلة حد الغرق
فنمسحه لعلها تنجلي امام سوداويتنا
ألوان قوس قزح
و ينزاح الضباب عن جبين القمر
لكن الحزن الكامن يتسلل خفية
ليشوه النشوة في لحظتنا
لتصبح المساحات مستعمرة ً
من اقصى بلاد الشام حتى عدن
لحظتها نفقد الشعور بالامكنة
و نعلم أن الحزن الكامن قد انتصر
ليضمحل الفرح في قلوبنا المبتلة و يُرتهن
لكني حتى اللحظة لازلت أكابر
لا زلت أعاند -
لا زلت أقاوم
فأنا منذ ولدت ذات مساء ٍ
و حتى اللحظة لا زالت خيلي
تتمرد على العنان و القيد و الرسن
سيدتي -
أما آن للاشراق في سمائنا أن يتضح ؟
أما آن للصبح أن يُمتحن ؟
مولاتي قد ابتلّت ملابسي
و تمزقت حتى العظم مشاعري
لكني لأجلك عينيك ضمدت جراحاتي
و صعدت الى محرابي
فأنا مثلك يا سيدتي لا أرتضي
العيش على اعتاب ِوطن
أيا مدينة الأشباح اراك اليوم خاوية ً
و انت ايتها الطرقات ماذا حصل ؟
هل تُراني سئمت ُ الجموع اللاهثة
أم اني سئمتُ من نفسي
و خشيت على غربة الذات
في هذا المساء الزاخر أن تُفتضح
( الآتي الأخير )
[/frame]