فشل السعودة .. و ما البديل ؟

أشار وزير العمل المهندس عادل فقيه إلى أن هناك 8 ملايين عامل وافد بينهم 86% منهم في وظائف متدنية لا تصلح للسعوديين، وهذا يعني أن أي جهد أو مال يصرف في سعودة هذه الوظائف المتدنية سيذهب عبثا وهدرا وبدون طائل، ولهذا يجب أن نوقف أي جهد أو مال أو قرارات تستهدف سعودة هذه الوظائف، ومنها بالذات قرار فرض رسوم عمالة على العمالة الأجنبية، ولكن ما البديل؟ البديل هو أن نخلق وظائف للسعوديين لا ينافسهم فيها الأجانب، وهذه الوظائف لا يمكن أن توجد إلا في قطاع صناعة المعرفة، وهذه الصناعة إذا أردنا أن نتبناها ولا بد أن نفعل ذلك، لأنها أيضا البديل لدخلنا من البترول، فلن نجد أجانب يمكن استقدامهم لها، فإذا اتجهنا إلى الهند مثلا، وهي البلد الغني بالكفاءات في هذا المجال، فإننا لن نعثر على أحد يرضى بالعمل في السعودية، لأنهم يتقاضون رواتب عالية في بلادهم، ثم إن لديهم فرصا مغرية للعمل في أوروبا والولايات المتحدة، ولو أغريناهم برواتب عالية للعمل لدينا، فستكون تكلفة العمالة غالية أيضا وسنعجز عن منافسة الآخرين في هذه الصناعة، وهناك الآن مبادرات لإنشاء هذه الصناعة في بلادنا، ويجب أن نشجع هذه المبادرات ونحفز المستثمرين على الدخول في هذه الصناعة بإنشاء بنك لتمويلها، كما يجب أن نوجه المبتعثين للخارج نحو التخصص فيها، ان بلادا مثل فنلندا وكوريا والهند واسرائيل يأتي معظم دخلها القومي من هذه الصناعة، ويكفي أن نذكر في هذا الصدد شركات مثل سامسونج في كوريا ونوكيا في فنلندا.
وصفوة القول إن صناعة المعرفة هي صناعة القرن الواحد والعشرين، فلماذا لا ندخل في هذا العصر؟ بدلا من أن نقبع ونستكين في القرن العشرين قرن البترول الذي سينضب بعد حين كما استجدت بدائل عديدة له.

عابد خزندار
جريدة الرياض