وزارة الشؤون الاجتماعية تستعد لإعداد خريطة للفقراء حيث يقوم موظفوها خلال عام كامل بعد الفقراء وتصنيفهم وتقسيمهم إلى فئات، وخريطة الفقراء هذه لا ماء فيها ولا زرع فهي مجرد دراسة من عشرات الدراسات التي تستهلك الجهد والمال كي نقنع أنفسنا بأننا بصدد معالجة أوضاع الفقراء ولكن خارطة الإحسان مليئة بالجبال الوعرة، قبل هذه الخارطة بسنوات كان شغلنا الشاغل تغيير مسمى (صندوق مكافحة الفقر) حتى وصلنا أخيرا إلى مسمى (الصندوق الخيري الوطني) وبعد ذلك تم تصنيف الفقر إلى (فقر مدقع) و(فقر مطلق) و غير ذلك من الألعاب اللفظية التي لا تجلب رغيفا لفقير ولا تحمل كساء لمحتاج، واليوم على الفقراء في بلد الخير أن ينتظروا عاما كاملا حتى تكتمل الخارطة الجديدة التي أتوقع شخصيا بأنها لن تقودهم إلا إلى المزيد من (الخرائط)!.
**
المحامي خالد الفهد يقول إن الأنظمة والقوانين والتشريعات واللوائح والأوامر يتم الإعلان عنها من خلال الجريدة الرسمية (أم القرى) ولكن هذه الجريدة الرسمية غير موجودة في منافذ البيع ولا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الوصول إلى مقرها في الرياض (وهنا يحتاج القراء خرائط جوجل إيرث) أو أن يشتركوا فيها لمدة عام كامل، وقد حاول المحامي الفهد الوصول إليها عبر موقعها الإلكتروني ولكنه فوجئ بأن هذا الموقع لا يعمل ما يعني أن هذه الجريدة لا تنتمي إلى عصرنا هذا رغم أهميتها بالنسبة للكثيرين وعلى نحو خاص المحامين، عموما أنا شبه متأكد بأن أغلب العاملين في هذه الجريدة لديهم صفحات على تويتر أو الفيس بوك ولكنهم لا يرون بأسا في بقاء موقع الجريدة الرسمية - التي لا تكون الأنظمة والتشريعات نافذة إلا بعد نشرها على صفحاتها - خارج الخدمة!.
**
المثير في الأمر أن جريدة أم القرى تعتبر أقدم جريدة صدرت في الجزيرة العربية وقد مرت بأطوار عديدة حتى جاء عهد الملك المؤسس – طيب الله ثراه – لتكتسب أهمية مضاعفة وقد كتب في صفحاتها العديد من رواد الأدب والإعلام في هذه البلاد وليس من المقبول أبدا أن تدخل في دوائر النسيان والتجاهل، فهل تعرف وزارة الثقافة والإعلام موقع هذه الجريدة كي تصلح أحوالها أم تحتاج أن نرسل لها الخارطة؟!.
**
لا أعلم لماذا فاتني طوال الفترة الماضية أن أوجه تحية إلى الزميل الأستاذ قينان الغامدي رئيس تحرير جريدة الشرق السابق فما قدمه من جهد وعطاء خلال توليه رئاسة تحرير هذه الجريدة الوليدة، لا يقل عن عطائه الكبير والمشهود خلال فترة توليه رئاسة تحرير جريدة الوطن، أتمنى لأبي عبدالله كل التوفيق في مهماته العملية القادمة فهو رجل ترك بصمته التي لا تنسى على خارطة الصحافة السعودية فهو صحفي مقدام في زمن يكثر فيه الصحفيون (الخراطون)!.
خلف الحربي