• العاهات الفضائية العربية.. ابتدعت منهجاً تلفزيونياً غير مسبوق في جميع أنحاء العالم يتمثل في شروط اختيار المذيعات من مقدمات البرامج الهوائية عبر هواتف المشاهدين.. أهم هذه الشروط أن تكون المذيعة عدوة لدودة للثقافة واللغة وأن تتمتع بجمال خارق ووجه يقطر بالبلاهة.
• يعتقد القائمون على تلك البرامج أن شريحة البلهاء ممن يجرون تلك الاتصالات باهظة التكلفة بمجرد محادثة المذيعة (وكيف حالك... الحمد لله.. كيفك أنت.. كيف الجو عندكم .. الحمد لله تمام.. إلخ) يعتقدون بأن تلك الشريحة تمثل كافة المجتمعات العربية لكنهم لو أجروا استفتاء على تلك البرامج الهزيلة لتكشف لهم أمر آخر.. هو أن المجتمعات العربية بلغت سن الرشد وأن الأغلبية من المشاهدين لا يعنيهم هذا السفه الفضائي ولعلنا جميعاً نسمع هنا وهناك نبرات السخط والقرف من هذه البرامج المضحكة المبكية.
• المؤلم هنا أن ينظر إلينا القائمون على هذه القنوات نظرة (خواجانية) عندما يتوجهون إلينا بخطاب متعال ويفصلون على مقاسنا برامج من نوعية رولا وأخواتها؟
• في مجال الغناء والموسيقى تندح الأصوات التي لا صوت لها وسط ضجيج الصاجات (والهشك بشك) في الوقت الذي تغيب الرموز العملاقة القادرة على الارتقاء بالذائقة العامة مثل فيروز والمشروع الرحباني الفذ.. الأغرب من كل ذلك أن القنوات اللبنانية تقدم صوت فيروز على استحياء في الوقت الذي كان من الأجدر بها أن تفاخر بهذا الكنز وتضعه في طليعة فقراتها الفنية.
• أشعر أحياناً أن هناك خطة سرية لتخريب العقول وتخريب الوجدان العربي بما يقدم من خلال القنوات الفضائية .. وإذا كانت هذه حقيقة تخرج عن نظرية المؤامرة فقد نجح من يقف وراءها بتفوق.
بقلم مصطفى ادريس
عكاظ
عاهات فضائية و تخريب للوجدان العربي
العرض العادي
