عندما تعلن وزارة الداخلية في بيان إلحاقي أن جميع الإرهابيين الذين قاموا بعملية شرورة سعوديون، وقد صدرت بحق ثلاثة منهم أحكام قضائية وأطلق سراحهم وواحد تم استعادته من مناطق القتال أو ساحات الصراع كما تسمى إعلاميا، وساحات الإرهاب كما يجب أن تسمى، عندما نعرف هذه الحقيقة، فلا بد أن نطرح ألف سؤال وسؤال، فالوقت الآن لم يعد وقت التهوين والتبسيط ولا حتى الثقة المفرطة، ولا هو وقت التفاؤل دون اتخاذ الأسباب، إنه وقت المصارحة من أجل وطن لا نريد لأحد أن يستغل ثغرات الطيبة ليستمر في مشروع التدميري ضده.
نحن نقدر الحسابات المعقدة عندما يختلط المقدس مع الاجتماعي والقبلي والعشائري في خلطة يحتاج التعامل معها إلى وصفة خاصة، وكذلك نقدر نهج إتاحة فرصة المراجعة للمخطئ والتوبة للمجرم والعودة للضال والوعي للمغرر به، أي أننا نستوعب جيدا الأهداف النبيلة التي قام عليها هذا النهج كما أرادته الدولة، ولكن ما الذي حصدناه من هذا النهج رغم سمو مقاصده؟
الواقع هو الذي يجيبنا، فعتاة التنظيمات الإرهابية الآن كثير منهم خرج بعد أن تلون وأكد أنه تاب، ليخرج فورا إلى معسكرات الإرهاب، وما يؤكد كذب وإجرام مدعي التوبة.
الصورة الآن واضحة جدا. الفكر التدميري المتغلغل في رؤوس الإرهابيين لا تنفع معه إتاحة فرصة ولا مناصحة ولا محاولة «فرمتة» للدماغ. هؤلاء كفروا بالوطن والمجتمع والحياة بأكملها، فكيف يمكن لهم أن يعودوا. وعندما يقف في الكواليس بعض عرابي هذا النهج وهم جزء من المشكلة، فإن القضية تصبح أكثر خطرا وتدميرا.
أنا لا أدعو إلى إلغاء هذا النهج، وإنما أحذر من إفراط الثقة به، والثقة المطلقة ببعض القائمين عليه
بقلم حمود ابو طالب
نقلا عن عكاظ