من استمع إلى حديث خادم الحرمين الشريفين ــ يحفظه الله ــ أمام 36 سفيرا من مختلف الدول لابد أن يدرك حجم ذلك (الشرير) أو ذلك الإرهاب المتجسد في جماعات باغية ومعتدية تمتطي، ظلما وعدوانا، صهوة الدين وتتحدث باسمه، بينما هي ترتكب أفعالا شيطانية تسيء بها إلى ديننا وحضورنا كمسلمين بين الدول والأمم. لا يمكن، بأية حال، أن يساء إلى صورة الإسلام وأهله بأكثر مما ذكره خادم الحرمين الشريفين من قطع الرؤوس ووضعها بأيدي الأطفال ليلهوا بها.
ولذلك كانت الرسالة لهؤلاء السفراء واضحة ومباشرة بأن يتحملوا أماناتهم ومسؤولياتهم في دحر شياطين الإرهاب التي تنتشر في طول الجغرافيا العربية وعرضها، حيث لم يعد السكوت أو التردد، من بعض الدول والمنابر المحلية والإقليمية المؤثرة، مقبولا أو مستساغا وهم يرون هذه البشاعات التي توزع، بمنتهى الجرأة والوقاحة، على كل وسائل الاتصال.
وفي مضمون هذه الرسالة الملكية المهمة جدا، إذا فهمها من حضروا، أن من يعتقد أنه بمنأى عن هذه (الشيطنة) التي تعيث في الأرض العربية فسادا وتقتيلا هو واهم، حيث تفيد دروس التاريخ البعيد والقريب أن يد الإرهاب طويلة وطائشة إذا تركت تعبث على هواها. أوروبا وأمريكا نفسيهما تخطئان إذا ظنتا أن حصونهما وقوتهما واحتياطاتهما تمنع عنهما سيل الإرهاب والإرهابيين. وتجربتهما مع هذا الإرهاب فيما سبق، كما هو حال كثير من الدول من بينها المملكة، تعني أن عليهما مسؤولية موازية لمن يتهددهم هذا الإرهاب مباشرة.
وبالنتيجة فإن على كل الدول والشعوب المتحضرة، في إقليمنا العربي وبعيدا عنه، أن تحشد بسرعة وجدية لتقضي على سرطان (داعش) وغيرها من سرطانات الإرهاب التي لا يخفى أنها وجدت في التراخي الأممي تجاه ارتكاباتها مجالا سياسيا وجغرافيا فارغا لتعبث وتنسف كل القيم الإنسانية التي وصلت إليها البشرية بعد طول معاناة ومكابدة.
لم يعد هناك وقت للتراخي ولا مجال للمساومات.. كل ما هنالك الآن هو أن يفهم العالم رسالة خادم الحرمين الشريفين و يدفن مجتمعا حفرة الإرهاب أو يدفع ثمن تركها مفتوحة لتبتلع كل مقدراته ومكاسبه الحضارية والتنموية.
محمد العصيمي
عكاظ
هل يفهم العالم هذه الرسالة ؟
العرض العادي
