الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-15, 11:21 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الشبكة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 1
المشاركات: 6,189 [+]
بمعدل : 0.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 100
الفارس will become famous soon enough الفارس will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الفارس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي كلاب مفخخة !

ارتبطت الحرب في معظم أنحاء العالم بالدفاع عن الوطن والعرض والمال، وزاد على ذلك فربطوها بالدفاع عن الدين، بهذا كله أحكم إلباس الحرب لباس المجد، اختفى الوجه القبيح للحروب، وتبدى لها وجه سام وغايات نبيلة، تستحق من أجلها أن تبذل الأرواح مجانا بلا تردد، وأن يستشعر طعمها حلوا كالعسل وأحلى مهما تشبعت بالمرارة وامتزجت بالألم.

ولخوض الحرب، ليس من الضروري أن يكون هناك أمر جلل يقتضي القتال من أجله، وإنما يكفي لإشعال الحرب حادثة تافهة تعكر المزاج كي تنطلق الشرارة المرتقبة، فحرب البسوس، التي استمرت أربعين عاما تجري الدماء بسببها، كانت ثأرا لمقتل ناقة، وحرب داحس والغبراء التي ظلت ما يقارب نصف قرن تلتهم الأرواح كانت بسبب هزيمة فرس في سباق.

لم يكن هذا شأن الحرب لدى الجاهليين فقط، وإنما بقيت على صفتها تلك عبر ما تلا من قرون، ففي القرن الرابع عشر الميلادي قامت حرب أهلية في إيطاليا دامت 12 عاما بسبب سرقة دلو خشبي، وقامت حرب شرسة بين بلغاريا واليونان بسبب مقتل كلب، وفي القرن العشرين اشتعلت الحرب بين السلفادور والهندوراس بسبب هزيمة أحداهما في مباراة كرة قدم!!

على أي شيء يدل هذا؟ هل يدل على أن الميل إلى الحرب أصل في الفطرة البشرية؟ وأن الحروب تشتعل ليس لحتمية اشتعالها، وإنما لإشباع تلك الفطرة وإرضاء ذلك الميل؟

على مدى تاريخ البشر، لم يعرف الناس وسيلة فعالة لحسم ما ينشب بينهم من مشكلات سوى القتال، فالقتال هو ما يحسم النزاع، والنزاع يحسم بناء على القوة وليس العدل؛ لذلك من المهم الاستعداد ما أمكن بكل أشكال القوة لضمان الفوز في المعركة. ولتحقيق ذلك لا بأس إن ماتت جميع القيم الإنسانية، وعميت العيون عن كل المعايير الأخلاقية، فالغاية جليلة تستحق فعل ذلك للوصول إليها.

تفنن المقاتلون في اختراع صنوف الأسلحة ومارسوا أسوأ الأساليب المنافية للإنسانية، بحثا عن الفوز في الحرب، حتى أنهم لم يتورعوا عن استخدام الحيوانات لتكون أهدافا مفخخة تحقق لهم النصر، وقد شاع في العصر الحديث استخدام الكلاب كجنود انتحاريين، حيث يجوع الكلب ويدرب على البحث عن الطعام تحت الدبابات المقاتلة، ثم يلبس حزاما ناسفا ويطلق بعد إيهامه أن الطعام موجود تحت دبابات العدو، وعند اقتراب الكلب من الدبابة المقاتلة تتحرك عصا مثبتة بالحزام الملغم فينفجر مدمرا الدبابة.

في عيون المتقاتلين ما يسيل من الدماء وما يزهق من أرواح وما ينكب به الكون من دمار، كل ذلك ثمن رخيص للحرب!!

فما سر الحرب الذي يغري الناس بها؟!.

عزيزة المانع
عكاظ















عرض البوم صور الفارس   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL