المملكة.. الثانية عالمياً في وجهة العمالة !

أعلن البنك الدولي في تقرير حديث صدر عنه أن المملكة احتلت المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة الأميركية في مؤشر الدول التي ترغب العمالة الوافدة السفر إليها من أجل العمل، وسبقت المملكة دول ألمانيا وروسيا والإمارات التي احتلت المراتب الثالثة والرابعة والخامسة على التوالي، وأشار التقرير إلى وجود حوالي ٨.٢ ملايين عامل أجنبي يعملون في المملكة.
على مستوى العالم يوجد حوالي ٢٤٧ مليون عامل مهاجر إلى دول أخرى يبحثون عن لقمة العيش، أي حوالي ربع مليار عامل، بلغت تحويلاتهم على مستوى العالم حوالي ٤٣٦ مليار دولار في عام ٢٠١٤م، أي حوالي نصف ترليون دولار، والمملكة تحتل أيضا المرتبة الثانية عالميا في تحويلات الأجانب التي بلغت حوالي ١٤٨ مليار ريال في عام ٢٠١٤.
النظر إلى احتلال المملكة المرتبة الثانية عالميا في وجهة العمالة الأجنبية له بعدان رئيسيان، الأول أن المملكة وبحمد الله وفضله تعتبر بلد خير واستقرار ونعمة وفرص عمل وأمان جعلت العمالة تتجه إليها للعمل وتوفير العيش الكريم لأسرها وهذه نعمة من الله لهذه البلاد ولهذه العمالة التي تنعم بكل أنواع الحقوق والعيش الكريم، وهناك عامل رئيسي أراه بالغ الأهمية في رغبة العمالة في العمل في المملكة وهو ارتفاع مستوى التوفير في الدخل لوجود غالبة السلع المدعومة وتقلص قنوات الصرف في الداخل، وبالتالي يتجه أكثر من ٩٠ ٪ من الدخل للتحويل الخارجي، وهي ميزة تشجع العمالة على القدوم للمملكة.
أما البعد الرئيسي الثاني، وهو يختص بعدم توفر العمالة الوطنية القادرة على القيام بأكثر الوظائف في السوق ومنها عمالة الخدمات الفنية والتخصصية ومهن البناء والتشييد والصيانة، وأيضا بعض مهن البيع والتجارة في الأسواق مع أنها مهن لا تتطلب مهارات عالية أو خبرات كبيرة، وأغلب العمالة يحصلون على هذه الخبرات داخل السوق السعودي، لذلك لا تزال فرص الاستقدام كبيرة لمواجهة الطلب للعمل في المشروعات الجديدة، وستبقى السوق السعودية مطلبا ووجهة مهمة للعمالة الأجنبية، الاقتصاد السعودي كبير وسعته في العمالة لازالت كبيرة، وهذه العمالة محل ترحيب وتقدير لأنهم شركاء معنا في التنمية، وفي الوقت نفسه الأمل كبير أن يحذوا شبابنا وفتياتنا للعمل والمنافسة، فالسوق وفرص العمل متاحة للسعودي أولا، ثم الأجنبي ثانيا فلا نريد بطالة وبلادنا بخير لنا ولغيرنا والحمدلله على ذلك

عالية الشلهوب
جريدة الرياض