كافحوا جشع التجار !

"إن إجمالي إنفاق الأسر السعودية على المواد الاستهلاكية في شهر رمضان المبارك يصل إلى 20 بليون ريال، كما أن الأسر تنفق على المواد الغذائية خلال شهر رمضان مجموع ما تنفقه خلال ثلاثة أشهر، بنسبة 150%، ما يدل على وجود اضطراب غير مبرر في الاستهلاك.."
الأرقام أعلاه، نشرتها الزميلة "الحياة" عن الخبير الاقتصادي محمد العنقري، الذي يرى أن الإنفاق خلال شهر رمضان يؤثر سلبياً في الموازنة السنوية للأسرة، ليصل عدد الإنفاق على المواد الاستهلاكية فعلياً إلى 14 شهراً، على رغم أن الدخل 12 شهراً، ليتضاعف الإنفاق فيه مرتين!
نتفق أن هذه النسب مخيفة، بل وتثقل ميزانيات الأسرة الاقتصادية وتربكها، وهذا الأمر ليس وليد السنة، وإنما وجع عمره سنوات، وقد أشبعت هذه القضية بالكثير من الرؤى التحذيرية، وخصصت لها العديد من البرامج والمقالات والتغريدات، والتأثير يكاد لا يذكر، والأمر باختصار يعود لثقافتنا الاقتصادية، التي لا تعرف من ثقافة الادخار إلا هوامشها، ومن التوفير إلا طرقه التقليدية، أو خدع البنوك والمصارف.
بحثت عن ما نشر حول هذا الموضوع، حتى أحاول أن أنقل بعضه، لأسهم ولو بجزء بسيط من التوعية، كشريك في بناء الوعي في هذا المجتمع، والحقيقة أن كل شخص هو شريك كذلك، وينتظر منه دور، أقله عدم التفاعل مع الجشع.. فوجدت بعض النصائح التي نشرتها "غرفة الرياض" عبر حسابها في "تويتر"، تحت مسمى (لا تتسوق وأنت صائم)، كان أبرز ما جاء فيها:
- خطط لشراء احتياجاتك من الأطعمة وغيرها، قبل رمضان بأسبوعين على الأقل، وطالما أن هذا الأمر لم يعد خياراً، فالأفضل أن يكون الشراء بحسب الاحتياج شبه اليومي.
- اكتب قائمة محددة باحتياجاتك، وكن دقيقاً فيها، والتزم بها عند الشراء.
- لا تلتفت إلى تأثيرات الشراء المتنوعة، والمقصود بها الدعايات التي تستهدف المستلك، وتقفز على احتياجاته في أغلب الأحيان، لتصل إلى الترف.
- ابحث عن بدائل السلعة حيث السعر المنخفض، حيث إنه دوماً ما توجد خيارات أخرى، بأسعار أقل، أو ذات الخيارات، بأماكن تسوقها بلا جشع.
- لا تتسوق أثناء الصيام، وخاصة قبل الإفطار، وهذه النصيحة تحديداً، أحفظها جيداً، لأن جدتي - رحمة الله عليها - كانت تقول دوما: "لا تشتري وأنت جيعان".
- ابتعد عن تكديس الأطعمة، ويمكنك فعل ذلك من خلال الشراء وفق الاحتياج الدقيق.
- قلل من العصائر الجاهزة والمركزة، لأنها تحتوي على مضافات متنوعة.
- تأكد من تاريخ وصلاحية الأطعمة المكتوبة على العبوة قبل الشراء، مما يسهم في الاستفادة منها أطول وقت ممكن.
- اشتر الأطعمة في العبوات الصغيرة وليست الكبيرة أو العائلية.
وبنظري، والأهم من هذا كله، لا تتردد بالإبلاغ عن أي حالات جشع تجارية، وحتى لو لم تتعرض لها شخصياً، لأن الوطن عائلة واحدة.. والسلام.

امجد المنيف
جريدة الرياض