زفت إلينا الصحف المحلية قبل أيام قليلة خبر نجاح رجال الأمن العاملين في مجال مكافحة المخدرات، في وضع أيديهم خلال عدة شهور على كميات هائلة من المخدرات حيث كانت الكميات المضبوطة من الحشيش المخدر بالأطنان والحبوب المخدرة بالملايين والمتورطون في هذه الجرائم يزيدون على ألف وثلاثمائة شخص ثلثهم من السعوديين والثلثان من جنسيات مختلفة، وقد وجد بحوزتهم نحو 17 مليون ريال قد تكون هي قيمة الكميات التي صرفت قبل التمكن من القبض عليهم وما معهم من «بلاوي» عظيمة مدمرة وقاتلة لزهور مجتمعنا من الجنسين
وفي البداية أوجه شكري لوزارة الداخلية ورجالها الأبطال العاملين في مجال مكافحة المخدرات وأهنئهم على ما يسجلونه على مدار الأيام والأعوام من نجاحات كبيرة وهم لا شك محل تقدير ولاة الأمر والمواطنين الذين يقدرون تضحياتهم وأن الواحد منهم قد يدفع حياته ثمنا لمحاربته هذه الآفة الخطيرة وحمايته لأبناء مجتمعه من شرها المستطير فهم على ثغر من ثغور الوطن الغالي حفظهم الله من كل سوء ومكروه، وفي الوقت نفسه فإن على الجميع أن يعلم أن أبناء الوطن مستهدفون من قبل عصابات تهريب المخدرات وأن كل واحد منا راع ومسؤول عن رعيته وأن هذه العصابات ما خاطرت بتهريب سمومها و «بلاويها» وهي عليمة بما قد يواجها بعد اكتشافها من عقوبات حازمة ومنها عقوبة الإعدام، إلا لأنها ترى أن القوة الشرائية الموجودة في أيدي كثيرين من الشبان ستمكنهم من شراء سمومها عند ترويجهم لها، فإذا لم تكن هناك رعاية وتوعية كافية فإن الضحايا من الجنسين سوف يزدادون حيث لا ينفع العلاج بعد ذلك لاسيما بالنسبة لضحايا الهيروين وهو أخطر المواد المخدرة على الإطلاق.
كما أن المطلوب تطوير الجهود المبذولة في مجال مكافحة المخدرات بجميع أنواعها وضمان عدم تسربها إلى الداخل واكتشاف الثغرات التي يتسلل منها هذا الداء العضال لأنه على الرغم من كل الجهود المبرورة والكميات المضبوطة إلا أن الكميات المطلوبة متوفرة والضحايا في ازدياد ... والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين
محمد احمد الحساني
عكاظ