منذ هبت رياح «الربيع العربي» الخريفية على الوطن العربي وهذه الرياح تنحت في معالمه حتى كاد يفقد ملامحه أمام تمدد النفوذ الإيراني في العراق وسوريا واليمن والقرن الأفريقي !
لقد حملت المملكة العربية السعودية خلال عواصف «الربيع العربي» مسؤولية ضرب أوتاد الخيمة العربية قبل أن تطير بها الرياح إلى المجهول، وحملت لواء مقاومة ومواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، فكانت عاصفة الحزم رسالة لإيران ومن ارتخت سياساته من حكومات العالم لمصالحها بأن استخدام القوة هو إحدى الوسائل التي يملكها العرب للتصدي للمشاريع العدوانية التي تستهدفهم !
وتأتي القمة العربية اللاتينية في وقت مناسب لتؤكد من بيت العرب «الرياض» التأكيد على هوية المنطقة العربية سياسيا واقتصاديا وجيموغرافيا وديموغرافيا، كما تظهر للعالم أن موقع المملكة العربية السعودية كدولة إقليمية رئيسية لا يمكن تجاوزه أو التمدد على حسابه!
لقد نجحت المملكة من خلال عقد هذه القمة في الرياض في تحقيق عدة مكاسب سياسية تعزز مكانتها إقليميا ودوليا وتؤكد على دورها القيادي في المنطقة، ولعل من أبرز هذه المكاسب إظهار عزلة إيران إقليميا بسبب سياساتها العدوانية تجاه جيرانها العرب !
لقد نجحت السعودية خلال أشهر قليلة من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في رسم ملامح واضحة للسياسة الخارجية السعودية وإعادة ضبط بوصلة هذه السياسة تجاه الأحداث الإقليمية لتكون الرياض من جديد عنوانا بريديا رئيسيا لمرور أي رسائل في الشرق الأوسط !
خالد السليمان
عكاظ