وطننا العربي يتعرض لواحدة من أشرس الهجمات عبر تاريخه الحديث، هجمات تهدد وجوده وديمومته وأمنه واستقراره وتستهدف مكوناته ومقدراته وشعوبه، التصدي لتلك الهجمات والعمل على إيقافها عند حدها وشن هجمات مضادة يستوجب رص الصفوف وتوحيد الجهود واتفاق الرؤى.
هناك من يعمل بجد واجتهاد من أجل اختراق وخلخلة أمننا العربي ولا نحتاج إلى دليل لنثبت ذلك؛ فالشواهد حاضرة وكثيرة، فما عليك إلا أن تنظر حولك لترى الحال الذي وصلت إليه دولنا العربية، لن أسوق أمثلة فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، حتى دولنا الخليجية التي هي أفضل حالاً من شقيقاتها العربية إلا ان الهجمات لم تستثنها بل على العكس كانت هي الهدف كونها الأكثر أمناً واستقراراً وما المحاولات التي جرت من أجل زعزعة أمنها واستقرارها إلا دليل لا يقبل الشك أننا مستهدفون.
هناك جهات معروفة لا تريد الخير لوطننا العربي بل تريد أن يكون في أسوأ حال لان ذلك يخدم مصالحها، وبالتاكيد إيران على رأس قائمة تلك الجهات، هي تريد عبر أذرعها في المنطقة العربية أن تبث روح الفرقة عبر طائفية بغيضة لم نكن نعرفها، تحاول استغلال ضعاف النفوس عبر أفكار وشعارات فارغة لينفذوا مخططاتها من أجل السيطرة وفرض الهيمنة على الدول العربية لتكون القوة الأوحد دون منازع، وهناك جهات لا تريد الخير لنا كعرب، لا تريد وطناً عربياً متجانساً متناغماً يطالب بحقوقه ويدافع عن ثرواته وكيانه ووجوده لأن مصلحتها في ذلك أيضاً.
إذاً ما الحل في ظل هذا التكالب وتلك الهجمات؟
الحل بأيدينا وليس بأيدي غيرنا.. أمننا واستقرار دولنا مسؤوليتنا وحدنا لن نتكل فيه على سوانا فنحن المعنيين به والاضطلاع بمسؤولياته.. لن ننتظر حتى يتم تنفيذ المخططات وتحاك المؤامرات فذلك ضد منطق مصالحنا وضد استراتيجيات أمننا الشامل.
ماشاهدناه وسمعناه في اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب مؤخراً يدعونا للاطمئنان بحول الله وقوته ان من يقومون بمسؤوليات أمننا العربي يعون المخاطر المحدقة بنا ويعملون جاهدين أن ينعم المواطن العربي بالأمن والاستقرار رغم أنف من لا يريد الخير لنا.
هاني وفا
جريدة الرياض