محمد الشيخ
** سجلت عقود لاعبي أنديتنا المحلية في الأعوام الثلاثة الماضية تضخما في قيمها المادية الى الحد الذي فاقت فيه عقود بعض اللاعبين ميزانية خمسة أندية وأكثر من أندية الدرجة الأولى، ولا أبالغ ان قلت أنها تزيد على ميزانية بعض أندية الدوري الممتاز.
** لاعب كحمد المنتشري تقاضى مؤخرا عقدا بقيمة 8ملايين ريال عدا الهدايا العينية التي حصل عليها والتي بموجبها تجاوز عقده 10ملايين ريال، وهو ما جعل زميلنا فهد الروقي يعده أغلى لاعب في تاريخ الرياضة السعودية ليتجاوز بذلك زميله ياسر القحطاني التي قاربت صفقة انتقاله من القادسية للهلال 26مليون ريال إذ لم يحصل من قيمتها سوى على 5ملايين ريال.
** حصول المنتشري على كل ذلك المبلغ أسعدني كثيرا من جهة كونه ذهب للاعب سعودي، خصوصا وأننا نرى مقدرات الأندية تستنزف على لاعبين أجانب عديمي فائدة كمحترف الهلال البرازيلي برونو أقنيللو الذي اشترى الهلال بطلاقته الدولية بقيمة مليون يورو ما يقارب ( 5.6ملايين ريال)، وذلك بحسب صحيفة الاقتصادية بتاريخ 19رمضان 1428ه، وهو الذي لم يقدم ما يشفع له بارتداء الفانلة الزرقاء.
@@ سعادتي بحصول المنتشري على تلك الملايين لا تلغي حقيقة القصور الفكري في تعامل أنديتنا مع قيم اللاعبين في سوق الاحتراف، وأنا حتى اللحظة لم أتطرق إن كان المنتشري يستحق كل تلك الملايين أو لا يستحق ؛غير أن الأسئلة التي تفرض نفسها هي: كيف تم تقييم اللاعب بهذا المبلغ؟، ومن الذي قيمه؟، وماهو المردود من هذا التعاقد عدا المردود الفني؟.
@@ كل تلك الأسئلة وغيرها كافية لتجلي الحقيقة عن سوء تعاطينا مع الاحتراف في صورته الحقيقية، وإلا فإن الواقع يكشف عن ان المنتشري اليوم خارج قائمة المنتخب من جهة، ويمر بهبوط واضح في مؤشر مستواه الفني من جهة أخرى فضلا عن عدم امتلاكه لأي عرض آخر غير العرض الاتحادي وهو ما يفرض بأن يكون التعاطي مع تجديد عقده مغايرا عما قامت به الإدارة الاتحادية، إلا أن تكون قد غلَّبت الجانب العاطفي على الجانب الاحترافي وهذا ما أرجحه فهو ديدن أنديتنا خصوصا وأننا قد عرفنا قبل فترة وجيزة ان حصول سامي الجابر على مليوني ريال لتجديد عقده الذي لم ينقض حتى الآن إنما جاء كتكريم له لا تقييما لمستواه ومدى حاجة فريقه له !!.
@@ هذه الصورة النمطية للاحتراف لدينا يجب ان تمحى إذا ما أردنا لأنديتنا الخير، ولرياضتنا التطور، فالمنتشري وأمثاله من اللاعبين ممن يحصلون على ملايين الريالات دون ان يكون لهم أي مردود مادي على الأندية يجب ان يتم تقييمهم بالشكل الصحيح، وهذا الأمر مرده إلى العقلية التي تدير الاحتراف في الأندية، وإلا فإن التضخم الذي تعيشه عقود اللاعبين ستجر الويلات على رياضتنا إن عاجلا أو آجلا.
@@ أحدهم قد يرد بان قيمة اللاعبين متضخمة في كل العالم وهو رأي لا يخلو من الرجاحة غير أن تطبيق الاحتراف بشكله الصحيح في الأندية العالمية، وتطبيق نظام الخصخصة يلغي أي عواطف أو (فزعات) قد تتسرب لعقلية من يدير الأندية هناك، وإلا فما كان لناد مغمور لم يتأسس حتى ما قبل 12عاما وهو نادي لوس انجلوس جلاكسي الأمريكي أن يضم الانجليزي ديفيد بيكهام وهو الذي دخل خريف عمره الرياضي بصفقة بلغت 250مليون دولار لولا انه سيجني أضعاف تلك القيمة ويكفي ان نعرف ان النادي زاد عدد أعضائه 1000شخص في غضون أربع ساعات فقط من إعلان التعاقد مع بيكهام، فضلا عن بيعه 12ألف قميص في اليوم الأول لإعلان انضمام اللاعب ناهيك عن ارتفاع قيمة جائزة دوري السوبر الى مليون دولار كأعلى جائزة مالية في تاريخ كرة القدم بالولايات المتحدة، وخلاف ذلك فإن ريع النادي وحدة من الإعلانات والدعايات سيغطي الجزء الأكبر من عقد اللاعب.
@@ يحدث ذلك في الوقت الذي شكا لي فيه صديق يملك محلا لبيع المستلزمات الرياضية كيف ان الحيلة أعيته في تسويق قمصان لاعبي منتخبنا بعد نهاية كأس العالم الأخيرة ما اضطره لتخفيض سعرها لمبلغ يتجاوز النصف ولما تنفع حيلته ما اضطره لتسويقها مجانا على طريقة (اشتر قميصا لمنتخب عالمي أو ناد أوربي واحصل على قميص منتخبنا هدية فورية)!!.