إذا نظرنا لفيلم (المملكة- The Kingdom) من زاوية مختلفة سنجد أنه مفيد للسعودية ويقدم رؤية مغايرة لما تسعى إلى تكريسه وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة في أمريكا والتي تحاول أن تربط بين الإرهاب وبين السعودية متهمة إيانا بشكل صريح بأننا نموّل الجماعات الإرهابية في أفغانستان والعراق وبأننا من دعم محمد عطا ورفاقه الثمانية عشر في هجماتهم الإرهابية على أبراج مانهاتن في سبتمبر 2001.لقد غدت هذه النبرة المتطرفة والمجافية للواقع صفة ملازمة للأنباء الصادرة عن كبريات وسائل الإعلام الأمريكية مثل شبكة فوكس الإخبارية التي ما فتئت تكرس هذا الربط (سعودي - إرهابي) وتستضيف المتطرفين أمثال القسيس (بات روبنسون) وعضو الكونغرس (توم تانكريدو) الذي طالب بقصف مكة والمدينة.
وليس المتطرفون هناك من يكرر هذا الكلام بل حتى المعتدلين منهم ، ومن قرأ كتاب (الإمبراطورية الاستباقية: الدليل إلى مملكة بوش) للكاتب الأمريكي (سول لانداو) المعارض لسياسة المحافظين الجدد سيدرك أن الربط بيننا وبين الإرهاب بات من البديهيات في أمريكا وذلك لأن الكاتب يقول في معرض رفضه لحرب أفغانستان (كيف نحارب هذا البلد الفقير ونتجاوز السعودية التي هي محضن الإرهاب والداعم الأكبر له!). إن مثل هذه الآراء نتيجة طبيعية لسيطرة اللوبي الصهيوني على وسائل الإعلام الأمريكية والذي سعى لاستغلال أحداث سبتمبر لتكريس صورة مسيئة عن السعودية وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد.
ومن هنا تأتي فائدة فيلم (المملكة) الذي أنتج برأس مال أمريكي خالص ليقدم للمواطن الأمريكي رؤية مختلفة تقول إن (السعودية) تقاوم الإرهاب مثلها مثل أمريكا وإن قواتها الأمنية تطارد فلول الإرهابيين وأنها نجحت في ذلك. إن هذه الصورة البسيطة التي تصور رجل الأمن السعودي وهو يمسك بسلاحه ويطارد إرهابياً قادرة على تفكيك كل القناعات المتطرفة التي رسختها وسائل الإعلام في ذهن المواطن الأمريكي. والأثر الذي تتركه هذه الصورة. خاصة إذا ما انتشرت عبر وسيط شعبي كالسينما. خير وأجدى من كل محاولاتنا الدعائية المباشرة. و هذا الأثر يكفينا من فيلم المملكة حتى وإن كان مليئاً بالمغالطات وبالسوء الفني.
جريدة الرياض
فيلم the klngdom يفيد السعودية
العرض العادي
