تذكر الروايات التاريخية أن قراقوش كان حاكما على مصر في عصر الدولة الأيوبية واشتهر بظلمه وعلى مر التاريخ أصبح رمزا للحاكم الظالم وما يصدر منه من قرارات وأحكام غريبة ,ويقال إن (الأرجوز) استخدمه العامة للسخرية والتنفيس عن الظلم الذي لحق بهم بسبب الحكم القراقوشي.
وقراقوش اسم تركي معناه الغراب الأسود، وفى الروايات العربية تم اتخاذه رمزا للظلم والقسوة والأحكام الجائرة التي تصدر من الحاكم الظالم و"حكم قراقوش" لفظ دارج في الثقافة العربية يطلق على المظاهر السلبية والأحكام الغريبة.
"يحكى أن أحد اللصوص دخل منزل نساج ليسرقه وفي العتمة وخزته إبرة في عينه فشكا اللص ما حدث له لقراقوش الذي أصدر حكمه بقلع عين النساج".وفي نادرة أخرى "اشتكى أحد الفقراء أنه لم ير اللحم منذ عامين فأمر قراقوش جنوده بإحضار اللحم ليريه للرجل المعدم وطلب منه المجيء كلما اشتاق لرؤية اللحم".
الأحكام الجائرة التي ألصقت بقراقوش أصبحت من النوادر لطرافتها وغرابتها وغباوتها,وعقلية قراقوش موجودة ببقاء الإنسان ومدى تسلطه على رقاب الناس."والرئيس الأمريكي" عندما حشد جيوشه لاجتياح بغداد وقف من على عشه البيضاوي ليقول للعالم من ليس معنا فهو ضدنا، وقسم العالم حينها إلى أخيار وهم المؤيدون لقراره والأشرار الذين لم يوافقوه.والطريف أن تنتقد حكومته حالة اغتصاب فردية بينما داخل معتقل كسجن أبو غريب وغيره يغتصب الرجال والنساء.
أما غربان الدويلة "الإسرائيلية" وقراراتهم القراقوشية من قتل وتدمير, واحتجاجها على الدول التي تفكر بصنع قنبلة نووية بينما في مخازنها مئتا رأس نووي، وحتى الآن مازالت تلاحق وتساهم بإصدار القوانين بالسجن في الدول الغربية لمن ينكر الهولوكست.
وعقلية "الغراب الأسود" موجودة في مجتمعاتنا العربية وتكاد تكون واحدة، وخاصة فيما يتعلق بالمرأة، فهناك قوانين إذا ضبط الرجل زوجته متلبسة بجريمة الزنا وقتلها فالعقوبة مخففة لا تتجاوز شهوراً قليلة ويحيونه على فعلته ودفاعه عن شرفه، أما إذا وجدت المرأة زوجها في وضع مماثل وقتلته فمصيرها الإعدام.
وحدث ولا حرج في جرائم الشرف، فالأحكام المخففة لمرتكبي هذه الجرائم مشجعة لمن تسول له نفسه ذبح إحدى نسائه مع أن الإسلام حرم إراقة الدماء. قال تعالى "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" صدق الله العظيم
كما أن جرائم الاغتصاب يفلت منها الجاني بسهولة إما بتزويجه الضحية أو إصدار حكم مخفف بحقه باعتبار أن المرأة كان لها دور في إغواء الضحية وإذهاب عقله وتحويله إلى حيوان تسيره غريزته.
أصحاب هذه العقليات جعلوا غربان الفرنجة يشنون هجمة شرسة على الإسلام لإهداره الحقوق الإنسانية للبشر ولأنه دين ظلم وقهر وقتل واضطهاد وتدمير.
ولا حيلة بأيدينا إلا رفع أكفنا بالدعاء لرب العالمين أن يكفينا جور عقليات الغربان السوداء عرباناً وخواجات.