صفات المرأة المسلمة
قال الله عز وجل: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ [النساء:34] قانتات أي: مطيعات لله، ثم مطيعات للأزواج، قائمات بما يجب عليهن من حقوق الله عز وجل وحقوق الأزواج. حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ [النساء:34] وهو الشيء المخفي، أي: عند غيبة الزوج، فإذا غاب عنها الرقيب حفظت نفسها وفرجها وولدها وبيتها ومال زوجها، قال الله في ذكر صفات المرأة الصالحة: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ [النساء:34] يعني: بحفظ الله ومعونته، فإنها لا تستطيع أن تحفظ عفتها ونفسها ومال زوجها وأولاده إلا إذا أعانها الله على ذلك فالحفظ الحقيقي من الله فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً [يوسف:64]. والعبد يقوم بما عليه من الحفظ ضمن حفظ الله تعالى، فهذه صفات المرأة الصالحة: قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ [النساء:34] فلو وجدت لك امرأة قانتة، مطيعة لله، قائمة بأمر الله، محافظة على الصلوات وما طلب الله منها من الحجاب، قانتة لله، عندها أمانة في دينها، وفي حفظ عفتها ومال زوجها وولده، فارج خيراً منها، فلخص الله صفات الزوجة الصالحة بقوله: قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ [النساء:34].
من أحكام النشوز
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ [النساء:34] انتقل بعد ذلك لبيان حال غير الصالحة إذا طرأ خلل في صلاحها، أو نقصٌ في حالها من جهة الزوج، فتمردت عليه وعصته. وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ [النساء:34] والنشوز هو العصيان، وقالوا: نشزت المرأة إذا استعصت على بعلها بأن تعصيه ولا تطيع أمره، أو تخرج من بيته بغير إذنه، أو تمنعه نفسها بلا عذر. وللنشوز صور كثيرة: فخروجها من بيت زوجها بغير إذنه نشوز، ومنعه نفسها بدون عذر شرعي نشوز، وإنفاق ماله في غير ما أمرها به نشوز، أمرها بأن تعمل بالمعروف فرفضت إذا قلنا أن الخدمة واجبة عليها، فقالت:لا أطبخ طعامك، ولا أنظف بيتك، ولا أغسل ثيابك، ولا أقوم بأطفالك، دبر نفسك، اشتر لك غسالة وخدّامة، واشتر الأكل من المطعم، وهذا نشوز، هذه صور واضحة من صور النشوز، فإذا حصل هذا، فما هو موقف الزوج شرعاً؟ وهل يلجأ مباشرة إلى الطلاق بالثلاث مثلاً؟ الجواب: لا. فقد جعل له الشارع طرقاً وأساليب منها:......