الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان خاص بالمواضيع الاسلامية و الفتاوى الشرعية و الاحاديث النبوية الشريفة و كل ما يخص المسلم في امور دينه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-08, 01:55 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صفاء

 

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 1161
المشاركات: 1,404 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 361
نقاط التقييم: 10
صفاء is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
افتراضي بوابة النصر ( وفاء لشهداء غزة المخلصين )

بوابة النصر
عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق

الحمد لله القوي الجبار ، المتين القهار ، و الصلاة و السلام على سيِّد الأنبياء الأخيار ، و على آله و صحبه الأطهار ، و من تبعهم من الصالحين الأبرار .
أما بعد :
في ظلام الليل الذي يعقبه نور الصباح ...
و في نزول القطر بعد إقفار الأرض …
و في اتّباع الصحة شوائب المرض …
و في تقلب أحوال الناس من خير إلى شر …
و من حسنٍ إلى أحسن …
و في تكالب الشدائد على المرء …
في كل ذلك ...
و في أحوال كثيرات …
و بما في تضاعيف التأريخ المُشْرِق لهذه الأمة من بواعث النصر ، و مُحْييات التمكين…
نزداد يقيناً ، و اقتناعاً بما في أُفق الدنيا من لوائح المبشرات …
و حينها ؛ نعم في ذلك الحين ينبثق نور
بوابة النصر
فَيَلِجُ منها من ذاق مرارة السطوة الظالمة …
و يدخل منها من تفطرت كبده قهراً على تكالب سُرَّاق المشاعر …
فإلى أولئك أقول :
عليكم بما في ثنايا الرسالة فإنها أعمدة تلك البوابة …
و عليكم باغتنام سويعات النصر فإن الفجر لاح …
و حذار من حُجُبِ الانتصار عفواً ؛
حذار من مُغْلِقَاتِ البوابة فهي كثيرة محبوبة …
أعمدة النصر
الإيمان بالله و النصر
قال الله تعالى : [ و كان حقاً علينا نصر المؤمنين ] .
و قال _ تعالى _ : [ إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا ] .
في هاتين الآيتين قضى الله _ تعالى _ و قضاؤه حق _ أن نصره المبين ، و تأييده المستبين إنما هو لعباده المؤمنين ، و أوليائه المخلصين .
نعم ؛ إن النصر ، و التمكين حقٌ لكل مؤمن بالله _ تعالى _ .
لكل من عَمَرَ قلبه بالإيمان الصادق ، و الإسلام الخالص ، و الانقياد التام لله و رسوله (صلى الله عليه و سلم).
إن تحلي العباد بالإيمان بالله _ تعالى _ برهان كبير على أنهم هم المنصورون ، و أنهم هم الجند الغالبون ؛ كما قال الحق _ تبارك و تعالى _ : [ و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ^ إنهم لهم المنصورون ^ و إن جندنا لهم الغالبون ] .
و كما قال _ تعالى _ : [ و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ] .
فمتى أتى المؤمنون بإيمان تام كامل كان لهم نصر تام كامل ، و إن أتوا بإيمان دون الكمال ، و قاصر عن التمام فإن النصر لهم بحسب ذلك .
و حين نلحظ تأريخنا _ الحافل بالانتصارات الخالدة التي أقضت مضاجع أهل الكفر ، و أذناب الضلال ، و التي أقرَّت عيون أهل الإيمان و التوحيد _ نجد أن أغلب حروب المسلمين التي بها صرت الغلبة لهم ، أو حلت بهم الهزيمة راجع إلى الإيمان قوة و ضعفاً .
فهذا يوم الفرقان _ يوم بدر _ نصر الله عباده المؤمنين نصراً مبيناً أصبح شجى في حلوق المشركين زماناً ، و كان من أعمدة النصر في تلك الغزاة أن قَوِيَتْ قلوب المؤمنين إيماناً بالله _تعالى_.
و في التأريخ المشرق _ لهذه الأمة المنصورة ، و المُخَلَّدَة إلى قيام الساعة _ صورٌ كثيرة جداً لوقائع نصر مبين للمؤمنين .
فهذا عمود من أعمدة النصر على الأمة أن تأتي به إن كانت تطمح بالنصر ، و ترمق بعين الشوق إلى التمكين في الأرض .
أما إن كانت تريد نصراً بلا إيمان فما هي و طالب السمك في الصحراء إلا سواء .
إن الله _ تعالى _ أخبرنا بأنه حافظ دينه فقال _ تعالى _ : [ إنا نحن نزلنا الذكر و إناله لحافظون ] .
بل أخبر _ تعالى _ أن البقاء إنما هو لدينه فقال _ سبحانه و تعالى _ : [ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون ] .
و هل نور الله _ تعالى _ إلا الإيمان و الدين ، و نصرته له نصرة لعباده القائمين بهذا الدين ، و المُتَحَلِّيْنَ بهذا الإيمان .
و التأريخ يشهد بأن كلَّ قوم حاربوا حميةً لدينهم فهم الغالبون _ و لو كانوا قلة _ ، و إن قاتلوا حميةً لغير الدين فإن الخذلان لاحق بهم ، و الهزيمة حليفتهم في تلك الحرب .
و الاعتبار بدروس التأريخ مطلب مهمٌ .
فلا مجال حينئذٍ لمداهمة جيوش اليأس و القنوط قلوبَ الصالحين ، بل الدربُ مستنير و واضح لا يعمى إلا على عُمْيِ القلوب و الأبصار .
فالله _ تعالى _ وَعَدَ و وعْدُهُ حق و صدق و لابد لذلك الوعد من يوم يتحقق فيه الوفاء _ و ليس الوفاء فحسب بل تمام الوفاء و كماله _ و هو قريب إذ وَعْدُ الكريم لا يقبل المماطلات ، و الله _ سبحانه و تعالى _ لا يخلف الميعاد _ .
فما هو إلا الصبر القليل ، و الاستعانة بالله ، و التوكل عليه ، و أساس ذاك كله اليقين بموعود الله _ تعالى _ و الحذر من تسرُّب الشك في موعوده .

العبودية لله و النصر
قال الله _ تعالى _ : [ و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ^ إنهم لهم المنصورون ] .
و قال _ سبحانه _ : [ و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ] .
ففي هذا النص القرآني _ الكريم _ عمود من أعمدة النصر الذي يَمُنُّ به الرب _ جلَّ جلاله _ على من تعبَّد له حق التعبُّد .
و التعبُّد لله إنما هو تمام ذل المخلوق لله ، و كمال حُبِّهِ له ، و منتهى الطاعة و الانقياد لشرعه .
و اَلْحَظْ بتمعُّنٍ و تدبر [ لعبادنا ] و [ عبادي ] تجد في ثناياها خالص التجرد بالعبودية لله _ تعالى _ ، فلما جردوا التعبد لله و أخلصوه له ؛ فلم يجعلوا في قلوبهم ميلاً _ و لو قليلاً _ لغيره أثابهم منه فتحاً و نصراً و تمكيناً .
و لذا نرى أن الأمة قد يَتَخَلَّفُ عنها النصر بسبب تعلُّقها بغير الله _ تعالى _ ، بل بتعلُّق الأمة بقوتها ، و اعتدادها بعتادها و عُدَّتها ، و اغترارها بشجاعة فرسانها .
و هذا من صُوَر صرف التعبُّد لغير الله _ تعالى _ و غيرها في صفوفنا كثير ، فلا عجبَ أن تخلَّف النصر عنا و حلَّت الهزيمة بنا .
إنه ما ذل عبد لله _ تعالى _ إلا ازداد بتمام الذلة رفعة و علواً ، و ما استنكف أحد عن التذلل لله _ تعالى _ و اتبع نفسَه _ ذليلة _ غير الله إلا زاده الله وهناً و خسارة .
ثم _ أيضاً _ هل يُظَنُّ بالكريم أن يخذل عبده _ الذي ما فتيء يسعى في طلب مرضاته ، و نيل محبته _ في ساعة الشدائد و الضيق ، و ساعة العسرة التي يكاد أن يطير فيها قلبه لولا ربط الله _ تعالى _ عليه .
و للعبودية في ساعات الشدة أثر بالغ و كبير في قرب الفرج ، و بُدُوِّ أمارات النصر .
فهذا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان إذا حَزَبَه أمرٌ فزَعَ إلى الصلاة .
و جعل خير العبادة ما كان في زمن الهرج و المرج .
و حاله يوم بدر أكبر شاهد على ذلك ؛ فقد جأر بالدعاء و اشتدَّ ابتهاله و تضرُّعُه لربه و تذلله بين يديه ، سائله أن يُعَجِّلَ بنصره الذي وَعَدَه إياه .

و هذه هي التي يُسْتَجْلَبُ بها نصر الله _ تعالى _ ، و بدونها ؛ و حين تخلُّفها و عدم الإتيان بما أراده الله و طلبه فهيهات أن ينصر من أعرض عن دينه و لم يتبع هداه الذي جاء بـه رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، و اتبع ما أجلب به الكفار من حياة قِوَامُها على الرذيلة ، و المعصية ، بل ترك الشريعة _ كلها _ .
فعمود النصر التجرد لله _ تعالى _ بالعبودية ؛ التي هي : تمام الذل له ، و كمال المحبة له ، ومنتهى الانقياد و الاستسلام لدينه و شرعه .
فمتى قامت الأمة بالتعبُّد لله _ تعالى _ و التذلل بين يديه أضاء لها _ بفضل الله و مَنِّه _ نور النصر واضحاً جلياً ، تبصره قلوب الصالحين من أولياء الله العابدين ، و تعمى عنه _ بل تُحرَمُه _ قلوب و أبصار من تعبَّد لغير الله _ تعالى _ .
و كلما كان تعبُّد الأمة لله أتم كان نصر الله لها أكمل و أقرب .

نُصْرَةُ الله و النصر
قال الله _ تعالى _ : [ إن تنصروا الله ينصركم ] .
و قال _ تعالى _ : [ و ليعلم الله من ينصره و رسله بالغيب ] .
نصر الله _ تعالى _ حليفُ قومٍ ينصرون الله _ تعالى _ و دينه ، و يرفعون راية شريعته شامخة في أُفقِ العلياء .
أما قوم يسعون دائبين لإزالة دين الله _ تعالى _ ، أو خذل شريعته حين ضعفها فليس لهم من نصر الله شيء و لا قيد أنملة من النصر .
و ما انتصر من انتصر من الصالحين _ السابقين و اللاحقين _ إلا بسبب ما قاموا به من نصرةٍ لدين الله و شريعته .
و لله دَرُّ التأريخ إذ حَفَلَ بذكر صورٍ من إقدام المؤمنين في نصر دين الله _ تعالى _ و كانت عواقب تلك المعارك الغراء لهم .
فكم من معارك و غزوات حالف النصرُ فيها المؤمنين حيث قاموا بنصرة لدين الله _ تعـالى _ ، و كم من أخوات لها نَكَبَ الله أهلها و مَكَّنَ منهم العدو لما كان المقصود بالنصرة غير الله .
فمن قام ناصراً بلده فهو مخذول ، و من قام ناصراً قومه فهو مخذول ، و من قام ناصراً مبدأه و مذهبه _ المخالف لدين الله _ فهو مخذول .
و من قام ناصراً _ و لو وَحْدَهُ _ دين الله فهو المنصور لا غيره ، و هو المؤيد لا سواه ، و هو الموعود بالتمكين .
فلتقم الأمةُ الطالبةُ نَصْرَ الله _ تعالى _ بنصرة دين الله ، و إعلائه على الأديان _ كما أعلاه الله _ حتى تنال موعود الله تعالى لها بالنصر ، و التمكين في الأرض .
و من نُصْرَة الله _ تعالى _ تحقيق الولاء و البراء فلا مداهنة في دين الله _ تعالى _ ، و محاباة لمخلوق _ أيَّاً كان _ فدين الله _ تعالى _ فَرَّقَ بين المسلم و الكافر و لو كانا في القرابة بالمكان الذي لا يفرَّق بينهما فيه .
و من نُصْرَة الله _ تعالى _ تطهير الأرض من المنكرات و الموبقات ؛ التي ما فتيء أصحابها يجاهرون بها مطلع النهار و مغربه ، و يحاربون الله _ عزَّ و جلَّ _ ليل نهار _ و العياذ بالله _ .
و من نُصْرَة الله _ تعالى _ القيام حمايةً لدين الله من أن يَمَسَّه دَنِيٌّ بسوء ، أو أن يَقْصِدَه سافل بنقيصة .
و من نُصْرَة الله _ تعالى _ حراسة محارم الله _ سبحانه و تعالى _ و حفظها من أن يتعرَّض لها من سلبه الله العفاف و الحشمة .
فمن قام بنُصْرَة الله و دينه حَظِيَ بالنصر من الله _ تعالى _ ، و ظَفِرَ بالغلبة على عدوِّه .
النصر من الله _ تعالى _
قال الله _ تعالى _ : [ و الله يؤيد بنصره من يشاء ] .
و قال _ تعالى _ : [ و ما النصر إلا من عند الله ] .
و قال _ تعالى : [ بل الله مولاكم و هو خير الناصرين ] .
و قال _ تعالى _ : [ إن ينصركم الله فلا غالب لكم و إن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده ] .
إن الناظر _ بتدبر _ في هذه الآيات يَلْحَظُ فيها أن النصر يأتي مِنْ قِبَلِ الله _ تعالى _ ، و أنه هو المانُّ به على عباده المؤمنين .
فلا قُدُرَاتِهم و لا عُدَدِهم جالبة لهم نصراً على عدوهم ، و لا اعتداد بكل أسلحة المؤمنين إذا لم يُرِد الله _ تعالى _ لهم نصراً على عدوهم .
فلو كان النصر آتياً بقوى العباد لما غلب المسلمون الضعفاء _ ظاهراً _ أُمَمَ الكفر التي ملكت من آلات القتال ما الله به عليم .
و لو كان آتياً بإرادة البشر و أهوائهم لما حلَّت بمن أراد النصر _ من المسلمين و غيرهم _ الهزائم ، و لما انتصر عليهم العدو _ أياً كان العدو _ .
فمتى رجيَ المؤمنون النصر من غير الله _ تعالى _ فياخيبتهم ، و ياشؤم حالهم .
و حين ترى أحوال المسلمين في المعارك التي انهزموا بها ترى أن من أهم الأسباب تعلُّقُ النفوس في طلب النصر بغير الله _ تعالى _ .
و لنعتبر غزوة حنين فإن الهزيمة التي حصلت لهم إنما هي بسبب اغترارهم بقوة أنفسهم حيث قالوا : ( لن نغلب اليوم من قِلَّة ) .
قال ابن القيِّم _ رحمه الله _ في مسرَدِه الفوائدَ المأخوذةَ من تلك الغزوة _ : ( و اقتضت حكمته _ سبحانه _ أن أذاق المسلمين أولاً مرارة الهزيمة و الكسرة مع كثرة عددهم و عُددهم ، و قوة شوكتهم ، … ، و ليبيِّن _ سبحانه _ لمن قال : ( لن نغلب اليوم من قلَّة ) أن النصر إنما هو من عنده ، و أنه من ينصره فلا غالب له ، و من يخذله فلا ناصر له غيره ، و أنه _ سبحانه _ هو الذي تولى نصر رسوله و دينه ، لا كثرتكم التي أعجبتكم فلم تغنِ عنكم شيئاً ، فوليتم مدبرين ) ( زاد المعاد ( 3/477).
و هذا الذي حصل إنما هو من طائفة عُمِرَتْ قلوبهم بالتوكل على الله _ تعالى _ ، و التعلُّق به ، لكن لما انصرف القلب انصرافاً قليلاً لغير الله _ تعالى _ عُوقبوا بما ذكر الله _ تعالى _ بقوله : ] لقد نصركم الله في مواطن كثيرة و يوم حنين إذ أعجبتكم قوتكم فلم تغن عنكم شيئاً [. فكيف الحال بمن بعدهم ممن انصرفت قلوبهم لغير الله اصرافاً كُلِّياً _ و الله المستعان _ .
مبشرات النصر
البشارة بظهور الدين
قال الله _ تعالى _ : [ هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون ] .
و قال _ تعالى _ : [ إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ] .
و قال _ تعالى _ : [ و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ].
و قال _ تعالى _ : [ كتب الله لأغلبن أنا و رسلي إن الله قوي عزيز ].
و قال النبي ( صلى الله عليه و سلم) : \" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل و النهار حتى ما يبقى بيت مدر و لا وبر إلا دخله هذا الدين بِعِزِّ عزيز أو بِذُلِّ ذليل \" (الحاكم ( 1631 – 1632 ).
فهذه نصوص قاطعة بأن الغالب هو دين الله _ تعالى _ و الواعد بذلك هو الله _ تعالى _ و رسوله (صلى الله عليه و سلم ) ؛ و من أصدق من الله حديثاً و قيلاً .
قال ابن كثير _ رحمه الله _ : ( و هكذا و قع و عمَّ هذا الدين ، و غلب و علا على سائر الأديان في مشارق الأرض و مغاربها ، و علت كلمته في زمن الصحابة و من بعدهم ، و ذلت لهم سائر البلاد ، و دان لهم جميع أهلها ، و صار الناس إما مؤمن داخل في الدين ، و إما مهادن باذل الطاعة و المال ، و إما محارب خائف وَجِلٌ من سطوة الإسلام و أهله ) (البداية و النهاية ( 6/183).
و هذا لا يعني كونه وقع في زمن الصحابة أنه لا يقع ، بل سيقع و يعود ما وعد الله لأن هذا الوعد مرتبط بالدين و ملازم له . و سيتحقق ذلك .
و الله لا يخلف الميعاد ؛ فكيف إذا كان الميعاد نَصْرُ دينه و إعلاء كلمته التي رضيها هي الدين لا سواه [ إن الدين عند الله الإسلام ] .
فمهما طال مُقامُ الكافر ، و مهما استطال شرُّه و ضرُّه ، و مهما كِيْدَ بالمسلمين ، و مهما نُّكِّلَ بهم فإن الغلبة لدين الله _ تعالى _ وَعْدَاً من الله حقاً و صدقاً .
و هذا سيحدث لا محالة ، فلا نستعجلَّنَّ الأمور ، و لا نسابق الأحداث .

الطائفة الظاهرة
قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : \" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم \"
فهذه الطائفة قائمة إلى قيام الساعة ، و النصرة لهم ، و التأييد الإلهي معهم ، و لأعدائهم الخذلان المبين ، و الهزيمة النكراء .
و هذه الفرقة _ المنصورة _ من بواعث الأمل في نصرة الدين ، و من بشائر الرفعة لدين الله _ تعالى _ .
كيف لا تكون من بواعث الأمل المتضمن _ بإذن الله تعالى _ نصر دين الله _ تعالى _ نصراً مؤزراً ، و قد ذكر نبي الله (صلى الله عليه و سلم ) _ الذي لا ينطق عن الهوى _ أنها دائمة و موجودة إلى قيام الساعة .
و لكنه ضعف اليقين بموعود الله _ تعالى _ و رسوله (صلى الله عليه و سلم ) ، و تعلُّق القلوب بالماديَّات و الظواهر .
و أساس ذلك كله ضعف الإيمان بالغيبيات التي هي أصل الإيمان _ و الله المستعان _ .
فهل يجوز بعد هذا أن ييأس المسلمون من اكتناف نصر الله _ تعالى _ لعباده المؤمنين ؟ .
و هل يجوز أن تُعَظَّمَ قوة الكفر و جبروته ؟ .
و هل يجوز لنا أن نتخاذل عن البذل لدين الله _ تعالى _ و لو بأقلِّ القليل ؟.
و هل يجوز أن نعتقد _ خطأً _ أن هذه الطائفة لن تقوم ، أو أنها قامت و لن تعود ؟ .
أسئلة تفتقر إلى أجوبة فعلية لا قولية .

الوعد الإلهي الحق
قال الله _ تعالى _ : [ وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونن لا يشركون بي شيئا ] .
( هذا وعد الله _ تعالى _ لرسوله صلوات الله و سلامه عليه بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض _ أي أئمة الناس و الولاة عليهم _ بهم تصلح البلاد ، و تخضع لهم العباد ، و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً و حكما فيهم ، و قد فعله _ تبارك و تعالى _ و له الحمد و المنة ، فإنه ( صلى الله عليه و سلم ) لم يمت حتى فتح الله عليه مكة و خيبر و البحرين و سائر جزيرة العرب و أرض اليمن بكمالها ) (تفسير ابن كثير ( 3/290_291 ) . و انظر البداية و النهاية (6/183 ).
و هذا الوعد قد تحقق في زمان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ، و سيتحقق بعده حتى قيام الساعة .
و هذا الوعد لابد له من إيمان بالله _ تعالى _ حتى يتمَّ لنا هذا الاستخلاف ، أما أن نكون على حال من قلة الإيمان بالله _ تعالى _ و نرجو مع ذلك هذا التمكين فما هذه إلا أمانيَّ و أحلام يقظان .
متى توافرت الأوصاف التي ذكرها الله _ تعالى _ في هذا الآية في قوم كانوا أحق بالتمكين من غيرهم _ مهما كانوا _ .
فحتى نظفر بالتمكين من الله _ تعالى _ لنعقد العزم على تطبيق شريعته في أحوال الناس اليومية ، و السياسية ، و الاجتماعية .
عندها سننال النصر من الله _ تعالى _ و نظفر به منه _ تعالى _ بكل تأكيد و يقين ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون .
و لكن حين يعقد المسلمون النوايا ، و يُصِّحُّوْن العزم على أنهم إن مكَّنَهم الله _ تعالى _ أتوا بأحكام تخالف دينه و شريعته فهيهات أن ينالهم من الله _ تعالى _ النصر المبين ، و التمكين .
و التأريخ مليء بمثل هذه الأحوال .

المدينتان المُنْتَظَرَتان
عن أبي قبيل قال : كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص _ رضي الله عنهما _ و سئل : أي المدينتين تفتح أولاً : القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق . قال : فأخرج منه كتاباً . قال فقال عبد الله : بينما نحن حول رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) نكتب ؛ إذ سئل رسول ( صلى الله عليه و سلم ) : أي المدينتين تفتح أولاً : قسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : \" مدينة هرقل تفتح أولاً \" يعـني : قسطنطينية (رواه الإمام أحمد (2/176 ).
و مما يزيد في البشارة أن هذه المدينة قد فتحت على يد السلطان محمد الفاتح العثماني التركماني ؛ و لكن ليس هو الفتح المذكور في الأحاديث لأن الفتح الذي في الأحاديث يكون بعد الملحمة الكبرى ، و قبل خروج الدجال بيسير (انظر:اتحاف الجماعة _ للتويجري _ ( 1/404 ).
و لفتح القسطنطينية _ الفتح الحق _ علامة واردة في أحاديث عن النبي (صلى الله عليه وسلمe ) ، معروفة مشهورة ، وهي :
عن معاذ _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : \" عمران بيت المقدس ، خراب يثرب ، و خراب يثرب خروج الملحمة ، و خروج الملحمة فتح القسطنطينية ، و فتح القسطنطينية خروج الدجال \" ، ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ، ثم قـال : \" إن هذا الحق كما أنك هاهنا ( رواه الإمام أحمد ( 5/245 )).
فإذا كان أن الفتح الذي حصل على يد محمد الفاتح ليس هو الفتح الوارد في الحديث فإنا لعلى يقين بقرب فتحين عظيمين لمدينتين كبيرتين ، و هذا قريب ، و وَعْدُ الله نافذ و مُتحقق _ بإذنه تعالى _ .
و لعلَّ ذاك الفتح ( العثماني ) مُقَدِّمَةٌ للفتح الأكبر المُنْتَظر _ إن شاء الله تعالى _ .

المعركة الفاصلة
قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : \" لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، و حتى يختبيء اليهودي وراء الحجر ، فيقول الحجر : ياعبد الله ، يا مسلم تعال هذا ورائي يهودي فاقتله.
و هذه المعركة هي الفاصلة بين المسلمين و اليهود ، و هي التي يُظْهِر فيه الله _ تعالى _ عباده المؤمنين و ينصرهم على اليهود بعدما ذاقوا منهم الأذى و النكال .
و هذه المعركة لم تقم بعد ، و قيامها عزٌّ للإسلام و المسلمين ، و نصر لهم مبين ، و الله غالب على أمره ، و لمن أكثر الناس لا يعلمون .
و لم تأتِ بعد هذه المعركة و إنا على انتظارها ، و هي















عرض البوم صور صفاء   رد مع اقتباس
قديم 04-03-08, 01:55 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صفاء

 

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 1161
المشاركات: 1,404 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 361
نقاط التقييم: 10
صفاء is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : صفاء المنتدى : منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
افتراضي رد: بوابة النصر ( وفاء لشهداء غزة المخلص

محمد المنتظر
مما ثبت في السنة و اعتقده السلف الصالح و دانوا لله _ تعالى _ ثبوت المهدي ، و أنه سيخرج في آخر الزمان .
قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) : \" لاتذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي \"
و قال ( صلى الله عليه و سلم ) : \" يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده \"
و أخباره متواترة تواتراً لا يعتريه شك . (انظر : الإشاعة ( 87 ) ، لوامع الأنوار البهية ( 2/84 ) .
و في خروجه يكثر الخير ، و يعم الرغد ، و ترتفع الشريعة ، و يلحق الباطل ذلاً عظيماً ، و مهانة كبيرة . قال ابن كثير _ رحمه الله _ : ( في زمانه تكون الثمار كثيرة ، و الزروع غزيرة ، و المال وافر و السلطان قاهر ، و الدين قائم ، و العدو راغم ، و الخير في أيامه دائم ).) النهاية في الفتن و الملاحم (1/31 ).
فهذا المهدي ( محمد بن عبد الله ) المنتظر لم يخرج بعدُ ، و بخروجه يقوم الدين ، و يرتفع الحق ، و يخمد الباطل ، و تتبدد كل قوة علت من قوى الباطل .
و ليس ذلك ببعيد فإن كل ما هو آت قريب ، فصبر جميل و الله المستعان ، و عليه التكلان .

ساعات النصر
اليأس و النصر
قال الله _ تعالى _ : [ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ].
و قال الله _ تعالى _ : [ حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء و لا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ] .
فهذه صورة يَحِلُّ فيها اليأس على قلب العبد ، و يُخَيِّم القنوط على نفوس الصالحين .
و إنها لصورة من أشد الصور ، و أخطرها على نفوس المسلمين .
فالنصر ينزل على العباد ( عند ضيق الحال و انتظار الفرج من الله في أحوج الأوقات إليه)(تفسير ابن كثير ( 2/497 ) . و انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ( 15/175 ))
و ( إنها لساعة رهيبة ، ترسم مبلغ الشدة و الكرب و الضيق في حياة الرسل ،و هم يواجهون الكفر و العمى و الإصرار و الجحود ، و تمرُّ الأيام و هم يدعون فلا يستجيب لهم إلا القليل ، و تكرُّ الأعوام و الباطل في قوته ، و كثرة أهله ، و المؤمنون في عُدَّتِهم القليلة ، و قوتهم الضئيلة )( في ظلال القرآن ( 4/2035 )).
و إنا _ و الله _ لنفرح بمثل هذه الساعة لا لذاتها _ معاذ الله _ و لكن لما فيها من بشائر النصر القريب ، و أمارات ظهور الفجر الواعد .
نعم ؛ إنها ساعة فيها ( يجيء النصر بعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التي يتعلَّق بها الناس).
و سنة الله _ تعالى _ أن في مثل هذه الظروف _ التي يفقد المؤمنون فيها صبرهم ، و تتكالب عليهم الشدائد من كل حَدْبٍ و صوب ، و ينالهم من أهل الشر و الباطل كل أذى و سُخرية من ضعف قوتهم و هوانهم على الناس _ يلمح المؤمنون نور النصر يلوح ، و شمسه تشرق في تمام الوضوح ، فيزول عن القلب ما خَيَّمَ عليه من حُجُب و شوائب .
و غزوات النبي ( صلى الله عليه و سلم) فيها تبيان لهذا و إيضاح فاعتبرها .

المظلوم و النصر
لقد حرَّم الله الظلم على نفسه ، و جعله بين عباده محرَّماً .
و الظلم شيمة من ابتلاه الله بالكبر و الغطرسة ، و ليس من شيم من اتصف بالمكارم العلية ، و الصفات الرفيعة .
و لهذا جاء ذمه في الكتاب و السنة ، و اتفقت كلمة العقلاء من المسلمين _ بل من غيرهم _ على انتقاصه و تحقيره .
و من هذا شأنه كان حريَّاً بأن يناله من الله عقاب لتقرَّ عين المظلوم بنكاية الله _ تعالى _ بالظالم ، و نكاله به .
فجعل الله دعوة المظلوم تسلك طريقها في السماء ، فلا يحجبها أحد ، و لا يردها رادٌّ .
و تكفل الله _ تعالى _ بأنه سينصرها و لو بعد حين _ و وَعْدُ الله حق ، و الله لا يخلف الميعاد _ .
فإلى كل مظلوم هذه البشارة العُظمى ، و المسرَّة الكبرى ؛ إن نصر الله _ تعالى _ لك قريب ممن ظلمك و أخذ حقك .
هذا كله في عموم الناس _ المسلم و الكافر _ ، فكيف إذا كان المظلوم أمة مسلمة لله _ تعالى _ ، و الظالم لها كافر لا يؤمن بالله رباً ، و لا بمحمد نبياً ، و لا بالإسلام ديناً ، لا شك _ و أقول إن الأمر غاية في اليقين _ أن نصر الله تعالى قريب جداً .
و هذه ساعة من أهم ساعات الانتصار و الغلبة أن يتمكن العدو من المسلمين ، و يتحزبون عليهم من كل جانب _ من فوقهم ، و من تحتهم ، و عن أيمانهم ، و عن شمائلهم _ .
قال الله _ تعالى _ : [ أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير ] .
فما على المؤمنين حال تلك الساعة إلا الجأر بالدعاء ، و الابتهال و التضرع بين يدي الله _ تعالى _ أن يُعجِّل بنصرهم ، و أن يَخْذِل عدوَّهم و يُحِلَّ عليهم غضبه و سخطه .
و موعود الله قريب للمظلوم ، و الويل للظالم من عقاب الله _ تعالى _ .
حُجُبُ النَّصْرِ
حجاب الكفر
قال الله _ تعالى _ : [ فأما الذين كفروا فأعذبهم عذاباً شديداً في الدنيا و الآخرة و ما لهم من ناصرين ] .
و قال _ تعالى _ : [ فما استطاعوا من قيام و ما كانوا منتصرين ] .
و قال _ تعالى _ : [ قل للذين كفروا ستغلبون … ] .
و قال _ تعالى _ : [ أم يقولون نحن جميع منتصر ^ سيهزم الجمع و يولون الدبر ] .
هذه آيات أنزلها الله في كتابه قضى فيها أن الكفر لن يغلب الإسلام مهما كانت له من القوى ، و مهما ملك من العُدَد و العَدَد .
و لقد صدق الله _ تعالى _ وَعْدَه فنصر عبده ، و أعز جُنْدَه ، و هزم الأحزاب وَحْدَه .
فمهما قامت حروب و معارك بين المسلمين و الكفار فإن الغالب هم المسلمون ، و الهزيمة لاحقة بالكفار ؛ وعد صادق من الله _ تعالى _ .
إن الكفر إن حارب فهو يحارب وهو خِلْوٌ من الدين ، فراغ من أي غاية يصبو إليها إلا غاية يرى أن فيها منفعة له .
و أما المؤمنون فهم يحاربون نُصْرَةً لدين الله _ تعالى _ فلهم الغلبة _ لأنهم موعودون من الله _تعالى _ بنصر مبين على الكافرين المجرمين .
و أما الكافرون فإنهم سينفقون ما لديهم من أموال و رجال في حروب طاحنة مع المسلمين ثم تكون عليهم حسرة ثم يُغْلَبُوْن على أيدي المسلمين .
و إن انتصر الكفار على المسلمين فهو نصر مؤقَّتٌ لا يدوم ؛ و هيهات له أن يدوم و الله قد كتب الغلبة لدينه و رسله و أوليائه الصالحين .
و الله _ تعالى _ لا يؤيد بنصره أُمة قامت على كفر به ، و صد عن سبيله .

حجاب الظلم
قال الله _ تعالى _ : [ و ما للظالمين من أنصار ] .
و قال _ تعالى _ : [ و الظالمون مالهم من الله من ولي و لا نصير ] .
نعم ؛ إن الله لا ينصر الظالم على المظلوم بل اقتضت حكمته أنه ينصر المظلوم على الظالم _ مهما كان المظلوم و الظالم _ .
و ما أكثر الظلم في المسلمين ؛ و الذي بسببه حُرِمْنا النصر على أعدائنا .
و الظلم أنواع :
(1) الكفر و الشرك بالله _ تعالى _ : وهما من أهم أسباب منع النصر و التأييد من الله _ تعالى _ لنا ؛ فتجد شركاً في الأقوال ، و الأفعال ، و النيات .
و تجد كفراً بالله _ تعالى _ ظاهراً و كفراً باطناً .
(2) أكل أموال الناس بالباطل .
(3) منع ذوي الحقوق حقوقهم .
إلى صور كثيرة فيها الظلم الظاهر البيِّن الذي لا يخفى على من آتاه الله عينين مبصرتين .
فالظلم يمنع النصر كما في هذه الآيات و كما في حديث دعوة المظلوم و أنه ليس بينها و بين الله حجاب ، و الله _ تعالى _ قد وعد بأنه سينصرها و لو بعد حين .
فمتى طُهِّرَت الأمة من الظلم _ بجميع أنواعه و صوره _ فإن نصر الله آتٍ ، و وعده متحقق _ سواء في ذلك قرب الزمن أو بعده _ .

حجاب النفاق
قال الله _ تعالى _ : [ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار و لن تجد لهم ولياً و لا نصيراً]
بيَّن الله _ تعالى _ في هذه الآية أن نصرَه محرومٌ منه كل منافق دخيل في صفوف المسلمين ، بل محروم منه كل من قرَّب المنافقين و أنالهم منه مكاناً مرموقاً ، و جاهاً رفيعاً .
إن النفاق ما وُجِدَ في قوم إلا أحلَّهم دار البوار ، و منعهم الخير و النصر .
و ما وُجِدَ المنافقون في أرض إلا مَكَّنُوا منها العدو على المسلمين ، و أذلُّوا الصالحين من عباد الله _ تعالى _ .
و كيف تطمع الأمة بنصرٍ من الله _ تعالى _ و للمنافقين عندها خير مقام ، و أعزَّ مكان .
فإذا ما طهُرَت الأرض ، و سَلِمَت الأمة من هؤلاء ( المتلونين ) استحقت النصر من الله _ تعالى _ على عدوها ، و كان لها الظفر بالعدو .
و ما مُنِعَ المسلمون النصر يوماً قط إلا بسبب ما كان منهم من تقريب لهؤلاء المنافقين ، و حبٍّ لهم ، و مجالسة معهم ، و تمام وُدٍّ لهم .
إن النفاق في هذه الأزمان قد طال ريشه بين المسلمين ، و دام مُقامُه بينهم ، و نال أهلُه من المسلمين كل ما يريدونه ، بل نال الصالحين المُبيِّنين حالهم و ضلالهم الأذى منهم و من أسيادهم .
و حين تلتفت الأمة إلى هؤلاء المجرمين و تبدأ بهم و تنكِّل بهم تنعم بعد ذلك بنصر من الله مؤزَّرٌ ، و بإيفاء الله _ تعالى _ وعده لهم .
خاتمة البوابة
في ختام الولوج من هذه البوابة العريقة …
و في نهاية المرور بها …
آمل أن أكون قد وُفِّقْتُ بوضع النقاط على حروفها
و أن أكون قد بعثت ما مات من آمالٍ كبار في نفوس قومي
و ما أريد أن أبرح هذا المقام أُخيَّ القاريء إلا وقد نلت منك _ بعد الله _ سَتْرَاً لعيب غير مُتَعَمَّدٍ ، و غَفْراً لزلة زللت بها
و آخر الكلام لي هنا : أن أسأل الله _ تعالى _ أن يُحيي ما مات من آمالنا ، و أن ينصر دينه و كتابه و سنة نبيِّه ( صلى الله عليه و سلم ) و عباده الله الصالحين .
تم ما أردت تبيانه من أحوال
بوابة النصر
وصلى الله و سلَّم على نبينا محمد و على آله و صحبه .
1/9/1422هـ
الرياض 11527
ص ب : 68298















عرض البوم صور صفاء   رد مع اقتباس
قديم 04-03-08, 03:21 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
سيدة المنتديات العربية
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية مسلمة

 

البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 653
المشاركات: 8,007 [+]
بمعدل : 1.19 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1031
نقاط التقييم: 76
مسلمة will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مسلمة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : صفاء المنتدى : منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
افتراضي رد: بوابة النصر ( وفاء لشهداء غزة المخلص

قال الله _ تعالى _ : [ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ].




أخيتي صفاء والله ان القلب ليعتصر دما وألماً وحزناااااااا كبيررررررر على مايحصل غزة والعراق ولكل المسلمين




اللهم فرج كربهم وانصرهم على القوم الظالمين

اللهم ليس لهم غيرك يستجيرون به


اللهم انصررررهم ........ اللهم انصرهم .......


اللهم آآآآآآآآآآآمين

جزاك الله خير اختي صفاء















عرض البوم صور مسلمة   رد مع اقتباس
قديم 15-03-08, 12:09 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صفاء

 

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 1161
المشاركات: 1,404 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 361
نقاط التقييم: 10
صفاء is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : صفاء المنتدى : منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
افتراضي رد: بوابة النصر ( وفاء لشهداء غزة المخلص

أختي الكريمة مسلمة

شكرا لك
على مرورك

وعلى إضافتك القيمة

تحياتي وتقديري















عرض البوم صور صفاء   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL