أعوذ بالله من كل جمل سائب..!!
بدرية البليطيح..
لم أصدق أني حي أرزق والناس حولي يصرخون بي وينادون باسمي: هل أنت حي، هل تشعر بشيء.. هيا إلى المستشفى.نظرت حولي بدهشة فقد تحولت السيارة لكومة من الحديد المهشم.. إنه مشهد مفزع كانت السيارة تسير بي بعد رحلة ممتعة بسرعة لم تتعد ال 120بجوف ليل هادئ وسكون وسكينة بطريق شبه خال من السيارات.. فماذا حدث لتمتلئ ملابسي ووجهي بالدماء..
لقد اصطدمت به أو اصطدم بي لقد اقتحم محيطي فجأة وبلا إنذار ليقطع أنفاسي وينهي حياتي ولكن رحمة الله واسعة، مات هو وأنا مازلت على قيد الحياة رغم الرعب الذي أصابني بل الكابوس الذي سيلاحقني عند السفر في كل مرة.. لقد اقتحم محيطي الهادئ دون إشارات أو تنبيهات ليزف لي الموت وسط ليلة توسط سماءها القمر..
جسم ضخم كلون الليل ارتمى على زجاج السيارة وتمدد على سطحها قبل أن يرحل عن الحياة.. خرجت من السيارة بصعوبة انزف وأتألم ولساني يردد الحمد والثناء لله على هبة الحياة..
لن أنسى ذلك الجمل وهو يسحق الزجاج..
لن أنسى طلته المرعبة وسط الظلام...
لن أنسى جسده الممزق حول السيارة وشلال دمائه بل وأمعاءه داخلها..
لن أنسى ذلك اليوم الذي كتب لي به عمر جديد.. قرب مدينة حائل بآخر يوم بإجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني..
هذا ما قاله عبدالله والشاش الأبيض يخفي معالم وجهه نتيجة الحادث..
حمداً لله على سلامتك وعمراً مديداً إن شاء الله ولكن..
يبقى سؤال محير .. إلى متى وتلك الجمال السائبة تقتنص الأرواح البريئة وسط الليل والظلام بلا رادع لأصحابها أو خوف من عقوبة.. أليس لها مأوى تأوي إليه عند حلول الظلام ليرتاح البشر.. فبكل يوم يموت جمل مقابل موت وإعاقة عشرات من الأفراد بلا ذنب..
جمال تحصد الأرواح على الطرق وجمال تحصد الأموال بمهرجانات مزاين الإبل. فهل الجمل هو الرابح الأكبر دوماً..