نحن نقف في الهواء. ألا تصدقون، تعالوا نحسبها. ليس لدينا صناعة يمكن أن تكون مصدرا أساسيا للدخل الوطني.. هذه واحدة.. وليس لدينا زراعة تنهض بنفس الدور، وليس لدينا سياحة، وليس لدينا ثروة بشرية يمكن تصديرها للخارج لتدر العملة الصعبة، وليس لدينا صندوق استثماري ضخم يجوب العالم في استثمارات تتحول الى دخل وطني. بمعنى ليس لدينا البدائل في حالة نضوب البترول أو اكتشاف طاقة بديلة ..أليس هذا يعني أننا نقف في الهواء. دعوا تلك النقطة لنكمل هذه المقالة كتعزيز لوقوفنا في الهواء. موجة غلاء السلع الغذائية وشحها من الاسواق وارتهاننا للتجار المحليين والعالميين كفيل بدق الجرس من غير أن يطلب من أحد تعليقه. فهناك سلع استراتيجية معينة ولا يجب التنازل عن توفيرها مهما بلغت تكلفتها، وتوفيرها لايتم من خلال التخزين أو الاستيراد لأن هذه الحلول هي حلول وقتية يمكن لظروفنا الراهنة توفيرها بهذه الطريقة لكن لو تغيرت الظروف وحصل حدث عالمي ضخم وأوقف الاستيراد، ما الذي تفعله الدول التي لاتعتمد على التمويل الذاتي للسلع الاستراتيجية .؟
أعتقد أن أي مخطط اقتصادي سيتنبه لخطورة مثل هذه الخطط الوقتية، وأعتقد أيضا انه لن يقترح هذا الاقتصادي تمضية الوقت بالاساليب المتبعة.اذًا ماهو الحل.؟
كنا نسير على الطريق الصحيح في توفير الغذاء الوطني من خلال زراعة أنواع الحبوب وعندما حدثت الحسبة (ذات الرؤى الوقتية والضيقة) بمقارنة تكلفة أسعار الحبوب المنتجة محليا وبين الحبوب المستوردة ،تم اقتراح استيراد انواع الحبوب بأسعار أقل (بقليل) من الحبوب المزروعة محليا.. ومن أجل توفير (قرش الملح) لا ضير من افساد الطبخة كاملة.
أعتقد أن ازمة شح المواد الغذائية الاستراتيجية كشف لنا اهمية عودة الاهتمام بالزراعة ودعمها في ظل استراتيجية بعيدة المدى ومهما كانت التكلفة باهظة لايجب ترك هذه المواد من غير توفير، ولو وجدنا ان كيس القمح يمكن استيراده بعشرة ريالات بينما يكلف نفس الكيس من الزراعة المحلية مئة ريال يجب أن يكون الخيار للقمح المحلي الباهظ الثمن. فمن يمتلك غذاءك يمتلك مصيرك ..ثم أين مشروع (جازان سلة المملكة الغذائية).. يا اخوان لدينا مناطق كانت تقوم بالتمويل الغذائي حتى اذ تم ضربها بالاستيراد اهملها أهلها .. هل تريدون تعديد المناطق الزراعية التي ماتت حسنا: جازان، خليص، وادي فاطمة، القصيم.. إلخ كلها مناطق زراعية لو تم تغيير استراتجيتنا مقابل الامن الغذائي، ومن غير ذلك أعتقد أننا سنكون في المناطق غير الآمنة غذائياً.
بقلم عبده خال