التنابلة في القرن الحادي و العشرين

هي رؤية للكاتب الألماني جونتر برونو فوكس المتوفى عام 1977م في قصّته القصيرة جداً بعنوان (جواب تلميذ) نَشَرتء ترجمتها سلسلة ابداعات عالمية لعدد يونيو 2006م كُتبتء هكذا :
- "من هو التنبل وكيف يتصرّف؟"

- سألتُ أنا التلميذ الذي تصدى للإجابة فقال:

"التنبل هو إنسان المستقبل، وإذا زاول التنبل التنبلة مستقبلاً، فإن ذلك سوف يُفضي الى ثورة تُحرز انتصارات رائعة لايجرؤ أن يحلم بها أيّ شخص هذه الأيام"!! انتهت القصّة..!

قُلت: لو كُتب مثل هذا الكلام في عصرنا الحاضر لانطبق تماماً على حالنا اليوم ولكان واقعاً لا خيال كاتب، فها هم صغارنا يرون الانتصارات الوهمية التي تصنع النجوم المزيّفة وطرق الوصول الى الشهرة والثروة وهم حتماً بعد هذا سيفكرون الف مرّة بالتنبلة وسيعيدون النظر بحكاية الدراسة ومرمطة الامتحانات وحساب المثلثات ومعركة البحث عن مقعد جامعي ثم تسوّل الوظيفة (مالنا ومال كل هذا الغثا) هنالك أكثر من طريق للتنبلة يمكن أن يوصل الى الشهرة والمال وأكيد هناك من سيُمهد لنا تلك الطرق عبر وسائل: من سيربح المليون، ستار أكاديمي، سوبرستار، معروض، ثم شاعر المليون أو هو التسوّل بلاحياء على الهواءِ مباشرةً..! نعم ايها السيدات والسادة لقد عادت مشاهد الف ليلة وليلة ولكن بأساليب وإكسسوارات وسُحنات عصريّة وبدأنا نشاهد (شاهبندر التجار) وقد استلقى على قفاه من الضحك وقال قولته الشهيرة (أعطوه مليون دولار) الا يدعو كل هذا للتنبلة ونجوميّة التنابلة؟؟ للعلم فأنا لستُ ضد كل جديد في برامج الاعلام ووسائل الاتصال ولستُ معنياً ايضا بالحجر على عباد الله وما يفعلون فهذا قطعاً شأنهم وحدهم وشأن من يتولاّهم ولكنني ضدّ تسمية الأشياء بغير اسمائها فالكسب من خلال العمل تُعرف مقوماته وطرائقه والشحاذة أو التنبلة ايضا لها وسائلها واساليبها وقنواتها ولكل بيّاع بضاعة وشاري كما يُقال فلا تروّجوا لبضاعةٍ كاسدة بدعوى البراءة والترفيه وكأنكم لاتعرفون نتائج ترويجها..!! ..نرجوكم من أجل أجيال المستقبل الذين ضيّعتهم التنبلة ..توقفوا.

بقلم الأستاذ / عبد الله ابراهيم الكعيد