مجتمع يحارب نفسه

** هناك أنواع عجيبة من البشر..نصادفهم في بعض المواقع..والملتقيات..

** بعض هذه الأنواع..يصيبك بالصداع وهو يتحدث في كل شيء على مدى ساعات طويلة..بدون توقف..

** والبعض الآخر..يحدثك عن آرائه..وأفكاره..بعد أن يكون قد اتخذ قراراً نهائياً بعدم قبول وجهة نظر الطرف الآخر..تحت أي ظرف..

** وبعضٌ ثالث..لا يتحدث إلا في النادر..فإذا أطلق العنان للسانه..فإنه يصدمك.. بضحالته..أو سوء تقديره للموقف الذي يتحدث فيه..وتقول لنفسك (ياريته..ما حكى)..

** وبعضٌ رابع..تُحس وكأنه غير موجود في المجلس الذي يجمعك به وبغيره..باستثناء هزات الرأس التي تعلن موافقته على ما يقال ويتردد بدون تفكير..أو تجسيد لموقف معين..

** وبعضٌ خامس..يتحدث لينافق..وبصورة مبتذلة ولا أخلاقية..

** وبعضٌ سادس..يذهب إلى أبعد من كل ذلك..وأخطر..فإذا عبر عن رأي..أو طرح فكرة..ولاحظ أن حضور المجلس يخالفونه فيها..غير رأيه..وأتى برأي مناقض للرأي الأول.. دون حياء..

** هذه النماذج العجيبة الغريبة..تحفل بها مجالسنا..وتعج بها منتدياتنا..ولقاءاتنا ولاسيما في حضرة رجال فضلاء..وعلى درجة كبيرة من المسؤولية والوعي..ومن الرغبة في معرفة الحقيقة وليس في سماع كلام (رخيص)..أو أفكار (فجة) أو نوايا (استعدائية).. أو شكاوى (كيدية) أو (منافقة)..

** وفي هذه الحالة فإنك لا تملك إلا أن تقول بينك وبين نفسك (إن مصيبة هذا البلد في مجتمعه..فهو يحارب نفسه..) ولذلك فإنك تشفق على رجل المسؤولية المخلص..لأنه بدل أن يجد من يؤازره على معرفة الحقائق وتحقيق المزيد من الخير للوطن والإنسان فإنه يحبطه..ويقاوم طموحاته.. ويعطل جهوده الخلاقة..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (!).

***

ضمير مستتر:

** ( يكثر المخربون..ويندر البناة..في المجتمعات التي تعاني من اضطراب الهوية).

بقلم د/ هاشم عبده هاشم