الفرس / عتقا ام الارقاب و فرسانها

هذه الفرس من أشهر الخيول عند قبيلة الحويطات وهي فرس عربية أصيلة من رسن الكحيله من فرع الحمدانيات ، عرفت بطولها وارتفاعها واللون صفرا وضاح واشتهرت بسرعتها العالية حيث أنها تعجل الفرس الطيبة وتلحقها وما تنلحق وقد سميت هذا الفرس بهذا الاسم (عتقا أم الارقاب) لأنها تطلع صاحبها من الموت وتطلعه من المواقف الحرجة في أثناء المعارك وهي بذلك كأنها تعتق صاحبها من الموت ، وقيل بسبب حادثة قفزة الجرف التي سأوردها بعد قليل .
أول من تخيل هذا الفرس هو الفارس المشهور أخو ثريا "فلاح بن عيد أبوتايه الحويطي" وقد اشتراها بثلاثين ناقة من أحد التجار لم أعرف اسمه ولقبه هو " أبوالحصين " .
"الشيخ عوده أبوتايه" من شيوخ الحويطات كان غزاي قرب جبة ومعه "صنيتان التبيناوي" الشاعر المعروف والذي كان مجليه بن رشيد عن حايل وقطع يده اليمنى ووسق ذوده وهذا ماجعل صنيتان يزبن الشيخ "عوده" ولما صادف عاملة ابن رشيد الذين يعتبرون مزكية وغار عليهم وقالوا حنا عاملة ابن رشيد والتفت عوده للتبيناوي وقال له هي تكفيك الجيش عوض لك عن إبلك اللي وسقها ابن رشيد قال إي والله يا أخو عليا لكن الهجن وش أسوي فيها فقال هي لك والله يعين على عواقبها الهجن وماعليها من القش لك،، وعادوا عاملة بن رشيد واستشاط من الغضب وجر السرايا التي ترعب القلب وغزا على أبوتايه في ديرة الضويحية وأم غضية من غربي بسيطة وشمال من الطبيق ،، وقد زار هذا المكان أحد المعارف وذهب شخصيا على مكان المعركة ومنزل بيت ابن رشيد في فرع الضويحية ولاتزال آثار منزل بن رشيد باقية (هذا الكلام قبل تقريبا عشر سنوات) وظهر منقية بن رشيد وعددهم بحدود 45 خيال من ضمنهم راعي الشرفا جعيثن ولقبه وديع الشيوخ وشاهدوا بعض الناس المتأخرين من الهجيج اللي يشيلوا بيوتهم وهم من العزام من الشرارات جيران لعوده وكان في المرقاب من الجهة الثانية الفارس "فلاح بن عيد أبوتايه" ويعتلي صهوة الفرس " عتقا أم الارقاب" واعترضهم دفاعاً عن المذكوين ، ونقلاً عن "عقاب بن عجل" خال "عبدالعزيز الجنازة" أن "فلاح أبوتايه" شلع من المنقية ستة والسابع جعيثن وقيل سبعة والثامن جعيثن وعلى رواية عقاب أن جعيثن(وتحته جواد شقرا من أجود الخيل ) اهتال من سرعة عتقا "ام الارقاب" حتى قال كأنها تطير من سرعتها وأومأ فلاح على جعيثن بالسيف وكان مطروداً ولكن بمهارة جعيثن ماج من وجه السيف برأسه من حارك الفرس مع جانبها الأيمن وصارت ضربة السيف في عنق الجواد وحولت فرس جعيثن مبتورة العنق على رأسها ولما ظهر "فلاح بن عيد" على المرقاب ارتفع وشاهد البيت والبيارق التي ترعب القلب وعاد في طريقه ورأى جعيثن عند شجرة نصاه وقال له " فلاح بن عيد" عطني جبتك وسلاحك وأنت بأمان قال له ماأعطيك السلاح وجبة الجوخ حتى تعطيني الأمان قال عليك عهد الله بالسلامة على روحك والعهد عهدين وناوله السلاح (سيف) وفسخ الجبة وكانت من الجهة الأخرى فرد الأتراك القديمة أم طلقة واحدة ولم يره فلاح بعينه وأدخلها جعيثن بالجبة وفوهتها باتجاه "فلاح" وقال خذها ياعمي ولما مد يده لتناوله وهو فوق جواده أطلق عليه النار وكانت قاتلة وماجت الجواد ووقع الفارس في وجه "جعيثن" وتمسك في حلقه وقال له الغدر شيمتك يا أصفر العين
وتوفي "فلاح" وعاد "جعيثن" على قدميه إلى بيت بن رشيد ويقال أنه غضب غضباً شديداً وقال كيف تبوق رجل أعطاك عهد الله قال له" جعيثن " الجواد يابن رشيد لم أره مثله في حياتي واعتزا "عبدالعزيز" وقال أنا ماغزيت " عوده أبوتايه" راجياً مكاسب الخيل ولا ناقص علي خيل ولكن لولا حاجتي لك ولشجاعتك كان خليت راسك ثالث ثنتين أي "جعيثن"،، ولما لحقت الفرس "عتقا" باهلها وأعرضت أمام الخيول وهي تصهل ومسك بها أخيه "صباح بن عيد" الملقب بـ ""صباح العاطل"" شقيق "فلاح" عرف أن أخيه قد قتل ،، تخيل "عتقا" بعد أخيه حتى قتلت.
وأما فيما يتعلق بالقصة الأخرى وفي واقعة أخرى قتلت جواد الشيخ " عوده" فردها عليه "صباح العاطل " وكانت لقحه وكان ورائهم من سبق الخيل 35 فارس وكان الطريق بين الجبلين يوجد جرف وليس لهم مجنب على هذا الطريق وروى " الشيخ عوده" عن هذه الفرس وقال أن الفرس خشعت لاجتياز الجرف وعندما خشعت خطت طروف أصابعي في الارض واجتازت الجرف مع الصهيل وكانت عيني للخلف أرى بول الفرس أثناء القفز كالخيزرانة والذي وقع في الجرف 5 من الخيالة من القوم وتكلم عقيدهم وقال "" أوخذي ياماخوذه"" وذلك من شدة الإعجاب في هذه الفرس وقيل أنه في نفس الليلة أول في الليلة التالية جابت فلوه،، وبذلك أعتقت هذه الفرس رقبة خيالها "صبّاح ابن عيد أبوتايه" ورقبة الشيخ "عوده أبوتايه" من الموت المحقق .
وقتلت هذه الفرس في معارك بين " طلق العواجي" و " عوده أبوتايه" من أجل مورد الحيزا التي كانت لزيد المرتعد وجماعته والذي قتلها من فريق "عوده أبوتايه" وذلك أعتقاداً منه أنها من القوم المعادين لأنها كانت سوداء من شدة العرق والتعب فأطلق عليها النار وأرداها قتيلة،، وقد حزن الحويطات وفجعوا لمقتلها حزناً شديداً وكأن القتيل هو شيخهم أو أحد فرسانهم الأشداء وقد قتل " صباح العاطل" في المعركة الرابعة أو الخامسة قبل نهاية الحرب والذي قتله أحد العواجيه من عنزه.
فعلاً ، نهاية محزنة ومفجعة أنهت بها " عتقا أم الارقاب " وفرسانها مسيرتها مع قبيلة الحويطات.


وتقبلوا تحياتي

أخوكم / أخوصالحة

منقول من شبكة لحظة
http://www.lahdah.com/vb/showthread.php?t=45216