السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنا صغاراً .. كنا نصدق كل ما يقال لنا عن البيوت الكبيرة المبنية "بالشكولاته" .. وعن الشوارع المتراصة بالألعاب وعن العفاريت والاقزام ودائماً ما يكون النصر حليفنا في م****نا المزعومة ضد الغولة الكبيرة والديناصور المراوغ لذلك كنا ننام ملء عيوننا وبعمق لا ينقص نومنا سهاد ولا تفكير في غد مهدد بالمخاطر والمغامرات .. عندما كنا صغاراً كنا نجد مبررات لكل ما يحدث حولنا ونفسر الأشياء بطفولية بريئة فلا يكدر صفو حياتنا هي لنا!! عندما كنا صغاراً كنا نختصر العالم في أحضان أمهاتنا واليتامى منا كانوا يلجئون صوب أول دفء يلوح لهم !! حتى وإن كان في بعض الأحيان جمر يلسع نفوسهم الصغيرة إلا أنهم سرعان ما يخدعهم الدفء من جديد في غيبوبة الحلم بحضن أم دافىء !!
عندما كنا صغاراً ، كنا نسقط من ذاكرتنا أذية الآخرين لنا ( رغم أنها تحزن نفسها في لاوعينا لتكون جزءاً من عذاباتنا في الصباح لهذا كنا نمر كثيراً ونرفرف كالعصافير لاتثقلنا الهموم ولاتعوقنا الجراح والآلام .. نفرح لكل شىء .. ثيابنا الجديدة .. اليوم الدراسي الأول جولة داخل المدينة رحلة بحرية .. كيس من الحلوى .. حصالة مزدحمة !! كل الأشياء البسيطة قادرة على تفجير الفرح فينا واطلاق ضحكاتنا صوب السماء "ترى ما الذي تعنيه لنا الآن رحلة بحرية مثلاً سوى زيادة في المصاريف وعتب الأقارب الذين لم ندعوهم .. وتوجس من أن قد يحدث لأحدنا مكروه !! " عندما كنا صغاراً كنا لانملك شيئاً وبأحلامنا نملك كل العالم لذلك م****نا سهلة ولاتنتهي بانتهاء مسبباتها لاتترك في نفوسنا رواسب ولا آثاراً جانبية بل إننا ننظر باستغراب كبير إلى تحريض الكبار لنا على العداوة والانتقام لأننا نكون بالفعل نسينا ما حدث ولا يخطر على بالنا أن نفوت فرصة للعب .. شهوة اللعب سر الحياة وأصل الحكاية .. أليست الحياة لعبة كبيرة لكل منا فيها دور فقط تختلف الظروف والمعطيات وتكتشف أحياناً أنك أنت لعبة الحياة ولست لاعباً بها .. وكثيراً ماتردد عبارة وكأنني في لعبة على لسان شخص مصدوم في موقف ما .. وغير قادر على التصديق رغم أن الحقيقة الأزلية هي أننا فعلاً نحيا لعبة ما تنتهي أحياناً قبل مقسم الجوائز فلا يأخذ أحدنا نصيبه وأحياناً يغشنا البعض فيحصد جوائزنا الفرق فقط بينما كنا صغاراً كنا نلعب لمتعة اللعب والآن نقامر على الحياة والمقامرة مغامرة تتحمل الربح والخسارة !! .
والسلام عليكم
منقوووووول