نبذة عن ألاستاذ / سلامة ابو مريفة الحويطي

[B]أخوتي و أخواتي حويطات الشموخ ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أتحدث لكم اليوم عن مسيرة والدي حفظه الله،، لن أتحدث عنه كأب أو كعلم من أعلام القبيلة و لكن سأسرد شيئا من رحلته ...
وقبل أن أبدأ أود أن أشكر أخي الفاضل أبو هيثم على اللفتة الكريمة بذكر سيرة والدي -حفظهما الله -،، فمبادرته هذه هي الوفاء لرجال صنعوا تاريخهم بأيديهم و طرزوه بأجمل حلة لنقرأه جميعا و نجعلهم قدوة لنا .. فبارك الله أخي أبو هيثم لك في ذريتك ،، و على نهجك نسير ..
والدي حفظه الله حصل على دبلوم التربية و علم النفس بعد الثانوية وعمل في التدريس وكان اسم المدرسة التي يدرّس فيها في الرياض (حلة ابن خثيلة) سميت بعد ذلك مدرسة الرحمانية و رغبة منه في مواجهة أمور الحياة عمل مدرسا خصوصيا لمدة طويلة من ضمنها عمل مدرسا لفتاة كان والدها رافضا تعليمها في المدارس لتحفّظ بعض الأهالي في حينه على تدريس الفتاة و استطاعت أن تحصل على الابتدائية على يديه ( سآتي على ذكر قصة هذه الفتاة لاحقا) .. بعد أن ملّ من مهنة التدريس عمل في شركة الكهرباء لمدة عشر سنوات بعدها عمل في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية لمدة أحد عشرة سنة ، بالإضافة إلى العمل عصرا في وزارة المالية كخارج دوام لمدة أربع سنوات و نصف و ذلك لتوفير متطلبات الحياة لنا حيث أن دخله لم يكن يكفي لسد احتياج أسرتنا الكبيرة ..

تميز والدي - حفظه الله - في عمله بالإخلاص، ومما زاد تميزه هو إتقانه للغة الانجليزية والفرنسية و أثناء زيارة وفود أجنبية للشركة لم يكن يحتاجون لمترجم في وجوده ..

تعرض والدي لأزمة صحية ، فسافر لألمانيا لتلقي العلاج هناك و فور عودته قرر الاستقالة من العمل الحكومي للمحافظة على صحته وخوفا من تشتت أسرتنا واتجه للعمل الحر ..
يعود لوالدي الحبيب الفضل في تمكننا من اللغة العربية و الانجليزية و تميزنا في الرياضيات ،، والدي يحب أن ينصح الآخرين و كانت له نصائح فريدة لي عندما توليت أول منصب إداري قبل اثني عشر عاما حيث كنت صغيرة على ذلك ومتخوفة لأنني سأرأس من هن أكبر مني سنا وعلما ،، و عملت بتلك النصائح قدر المستطاع و ها أنا أجني نتيجة مساري على نهجه ،،

والدي له الفضل علينا في أمور كثيرة أهمها أنه أهدانا جميعا عددا من الأخوة و الأخوات فاستطعنا بذلك أن نستغني عن الصحبة أو الصداقة، فبحمد الله و فضله زرع بيننا التآلف و التآخي بصورة ندرت في هذا الزمان ،، فلم نسمح أن يكون بيننا معنى لكلمة شقيق أو غير شقيق ، لأنه استطاع بأسلوبه التربوي أن يربطنا كأخوة نحمل اسم سلامة بغض النظر من هي الأم. رزقه الله ثمانية أبناء و تسعة بنات، توفي من الأبناء أربعة كان آخرهم من توفيت معه والدتي رحمها الله و عندما يتحدث والدي عن ذلك اليوم فهو يشيد بأخيه أبوماجد الذي وقف بجانبه في ذلك الظرف الصعب.

كنت ذات يوم في حفل فيه العديد من القيادات و عندما عرفت بنفسي سألتني دكتورة في جامعة الملك سعود هل أنت ابنة الأستاذ سلامة ؟ قلت نعم ، سألتها من تكون فذكرت لي اسمها فتذكرت قصة والدي مع تلك الفتاة التي درسها ( منازل) فعرفت أنها هي ، فاستفاضت في الحديث عن الأستاذ سلامة و أنا أستمع بكل إعجاب لحديثها عن هذا الأستاذ لأنه ربى جيلا متميزا نعرفه و أجيالا لانعرفها،

لم أذكر منذ أن رأت عيناي الدنيا أن باب بيتنا أغلق في النهار، حيث يتعامل والدي بالطبع البدوي المضياف فلا يغلق بابه أبدا إلا عند النوم ..

من أعز أصدقائه جارنا محمد الشامان ( أخو الشهيد البطل سليمان ) والذي كان له دورا في حياتنا في تغيب والدي مساء عن البيت بسبب عمله ،، و من أصدقائه أيضا هشال الشمري وعيادة نصر الله الحويطي و د. سويلم الحويطي و سعيد الرياطي ( رحم الله منهم الأموات و بارك في الأحياء منهم).

لن تتحدث هنا فدوى الابنة عن والدها حتى لا يُقال ( كل فتاة بأبيها معجبة) و لكن سأستعير كلمة ذكرها أخي ذيب الشوامين تعليقا على موضوعي ( القلعة) حيث قال : لقد أنعم الله عليكم بهذا الأب...

نعم إن الله قد أنعم علينا بهذا الأب ... فيا أيها المربي و يا أيها المعلم و يا أيها الأب و يا أيها الأخ و يا أيها الرفيق في الدرب ... لقد عملت فأحسنت صنعا ،، حفظك الله لنا و أدامك عزا وذخرا لنا و أدام الله عليك الصحة و العافية ولا حرمنا من ابتسامتك المشرقة وروحك الطيبة.. و رزقك الله حسن الخاتمة، و حباك سعادة الدارين يا غالي ...[/B]