ولدت في الشرقية ...................................................................
.................................................................................
كنت الأوسط بين أخوتي الاشقاء يسبقني ولد وبنت ويتبعني ولد وبنت كان والدى فلاح بسيط حيث تصل البساطة الي التعقيد والحيرة للمتأمل فيه فكان يثير اعجاب كل من حوله كان من قدامي الجنود ، مناصر للقومية العربية صامت وإذا تكلم يستمع له الجميع من اولئك الذين تعلموا في مدرسة الحياة .
اما أمي فهي سيدة فلاحة آميه تحمل بداخلها حمولاً من الطيبة قد تصل بها إلي الرضا بالقهر وهضم أقل حقوقها .
توفي أبي في لحظة توقعنا فيها كبيرنا وصغيرنا أن الزمن قد توقف عندها وحطّ أسفاره علي كاهل أصغرنا ذلك الطفل الرضيع حينها .
وبالنسبة لي فقد توقفت الحياة فعلاً حقيقة لا مجازاً ويومها عرفت معني الإضراب العام ولكن علي المستوي الشخصي أو قل الطفولي .
وبدأ العام الدراسي سريعاً وكان اهالي الطلاب يستعدون لدفع المصروفات الدراسية ولم تكن صدمة الكبري أن فكرة الامتحان الخاص المعد لي كي أتخطي الصفين الدراسيين الثالث والرابع قد ماتت بموت والدي لم تكن تلك هي الصدمة بقدر أول معلومة عرفتها جهاراً أني معافه من المصروفات الدراسية لأني "يتيم" يومها عرفت معني الجرح وشعرت باول لوعات الحرمان وأمنت بأن دوام الحال من المحال فكانت المدرسة أثقل ما يكون علي قلبي وهي حبي وكم كان يسعدني قدر ما يعذبني إذا جاء صديق أو قريب إلي والدي ليذكر وهو يربت علي كتفي أيام كنت أقرأ من الجرائد لأبي كي يتباهي أمام أصحابه.
كانت الذكرى تلازمني حتى اصبحت من كبار زوار المقابر أعرف معالمها كالمنازل .
وتوالت الأيام واختلف الليل والنهار وطويت أحلام وولدت أحلام وتواضع كبرياء الصبي وجفت دموعه التى سرعان ما تسيل من جديد علي وجهة الشاحب ولكن قلبه ينزف ألماً رغم اصطناع الأم للفرح الذي يكذبه الهم والخوف في عينيها الناطقتين اللاتين أقرأ فيهما حقيقتي بلا زيف .
حقاً الموت هو المتغير الأبرز وأقوي من استوقفني في حياتي الماضية او فيما يستجد فيها من الزمان
ياسر محمد محمود دياب الحويطىمن مذكراتى الخاصة