الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



 
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-10, 11:56 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ام الفهد

 

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 7081
المشاركات: 1,011 [+]
بمعدل : 0.17 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 301
نقاط التقييم: 10
ام الفهد is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ام الفهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : مقالات ا . د / فدوى بنت سلامة ابو مريفة الحويطي
افتراضي الجود يفقر..!!

مقال من قديمي الجديد أتمنى أن يعجبكم

رائعة من روائع شاعرنا العبقري المبدع أبي الطيب المتنبي التي يقول في مطلعها:
لا خيل عندك تهديها ولا مالُ
فليُسْعِدُ النطق إن لم يسعد الحال.

و يختمها بقوله:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقــــر و الإقدام قتال

وإن تعجبت بعض العرب عن إفصاح شاعر مبدع كالمتنبي عن هذه الفكرة، وحثّه الناس على البخل وهو الذي يقول
الخيل و الليل و البيداء تعرفني
و السيف و الرمح والقرطاس و القلم

إلا أن البعض يرى أن المعنى في بطن الشاعر و البيت ليس بهذا المعنى الظاهر لنا.. و خصوصاً أن الدين الإسلامي جاء ليعزز مكارم الأخلاق التي كان يتحلى بها العرب و يفتخرون بها في الجاهلية حيث قال صلى الله عليه و سلم ( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
و العرب كانت و مازالت تفتخر بهذه الخصال و تسعى للتحلي بأجملها و تذم الشح و البخل وترى أن هذه المكارم باب للسيادة في القوم، فعندما سئل ذو الأصبع العدواني ( بِمَ سُدت قومك؟ ) أجاب ( كنت أنخدع لهم في مالي). و لعلني هنا أستشهد ببعض أبيات للشافعي حيث يقول في مدح السخاء و ذم البخل:
و إن كثرت عيوبك في البرايا و سرّك أن يكون لها غطاء
تستــر بالسـخاءِ فكل عيبٍ يغطيهِ كما قيل السخـــاء
و لا ترجو السماحة من بخيلٍ فما في النار للظمــآن ماء

و على أية حال، فعند الحديث عن الجود و السخاء لابد من الإشارة إلى أبي الكرم و أكرم العرب، الشاعر الجاهلي حاتم الطائي ، حيث كان يتزين بالسخاء و الكرم و حب الضيافة بأسمى زينة ولم يكن همه إلا إكرام الضيف، فكان الكرم سجية فيه و غريزة متمكنة حيث اكتسب الكرم من أمه وأخذه عنها و له الكثير من القصص الشهيرة حول إكرام الضيف، فيقال أنه قدّم ذات يوم لضيوفه كل الإبل التي كان يرعاها و كذلك قصته الشهيرة عندما ذبح لرسول قيصر الروم فرسه حيث كانت المواشي في المرعى، وإن بحثنا أكثر في سيرة حاتم و غيره من كرماء العرب في العصر الجاهلي، لوجدنا أن ما كان يسعى إليه من البذل و السخاء هو السمعة و الصيت و المفاخرة بما لديه من حسن خلق بين قومه و هذا ما أشار إليه في بيته الشهير و هو يخاطب زوجته:
أماويّ إن المال غاد و رائح
ولا يبقى إلا الأحاديث و الذكر

لذلك مات فقيرا، أما الكرم المقترن بابتغاء وجه الله لا يمكن أن يكون مصيره الفقر و العوز فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( ما نقص مال من صدقة، بل تزِدْهُ، بل تزِدْهُ) و يقول عليه السلام ( لا حسد إلا في اثنين، رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل و آناء النهار، و رجلُ آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل و آناء النهار).

ولا يقتصر الكرم على العطاء و البذل المادي بل ينسحب ليمتد إلى السخاء المعنوي، كما أن هناك شح معنوي . فكثير من الأمور الإنسانية بين أفراد المجتمع أو أفراد العائلة الواحدة أو بين الجيران تتأرجح بين حالين لا ثالث لهما، الكرم أو الشح. فقلّما ما نرى اليوم من يطرق باب جاره الجديد ليزوره و يتعرف عليه مصطحبا معه أصول الضيافة و الكرم لدينا ( القهوة و الشاهي)، فهذه من اللمسات رغم بساطتها إلا أنها تقوي أواصر المودة بين الجيران و تزيدهم ألفة و محبة. أيضاً الابتسامة التي يجب أن تعلو محيا الشخص عندما يقابل جاره أو أي شخص يصادفه في الطريق هي نوع من الكرم المعنوي الذي نفتقده في مجتمعنا وهو خُلق حثّ عليه ديننا الحنيف، فجفاف الصحراء امتد إلى مشاعرنا مما انعكس على علاقة بعضنا ببعض فأصبحنا نبخل في التعبير عن مشاعرنا لأقرب الناس لنا.
كذلك بذل النصيحة للآخرين هي نوع من السخاء و الجود وصفاء الود، فالتناصح بيننا كأفراد مجتمع واحد صار شحيحاً فأصبحنا نغضّ البصر عن أخطاء من نعزهم و نحترمهم خوفا من حدوث فجوة من جراء هذا التناصح.

إن أسمى أوجه الكرم، هو العطاء وقت العطاء، فللأسف نحن لا نعطي إلا إذا بدأنا نفقد، فالأم تنهال على أبنها بالحنان عند مرضه و نحن لا نكرّم المبدعين و المبرزين إلا بعد موتهم و لا نعرف عن سيرهم شيئاَ إلا مع نزول خبر نعيهم في الصحف، وكذلك المعلم لا ننظر إلى عطائه المتميز في تنشئة الأجيال إلا عندما نحتفل به بعد تقاعده.

فحريٌّ بنا أن نعوّد أبناءنا على البذل و السخاء في كل الأمور و لا نكتفي بالتوجيه والنصح لهم ، فعلينا أن نكون قدوة حسنة لهم في أبسط الأمور و في أجمل الخصال و أكرمها. ولتكن كلّ أم منا هي أم حاتم...















عرض البوم صور ام الفهد   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الجني , يفقر..!!


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL