وصفت محطات الأرصاد العالمية الإعصار بالمراوغة، وهذا ما قاله معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك في تصريحه البارحة، وقد انتقد بعض الكتاب في هذه السبلة وصف أحد المذيعين الإعصار بأنه " ثعلب" ولكني تأملت في ذلك فوجدت فيها عبرة عظيمة ، فالوصف جاء من منطلق المشاهدة ، فهم شاهدوا تحرك الإعصار بطريقة لاتستطيع أن تجزم بمساره فهو في أي لحظة قد يغير مساره ، والبشر مهما وصلت إمكانياتهم لا يستطيعون التحكم في هذا المسار وإنما أقصى هذه الامكانيات هو رصد ووصف هذا التحرك، فهو في تحركه يشبه الثعلب في مراوغته ، وهذا يدلنا على أن هذه القوى الكونية هي تحت تصرف خالق الكون يصرفها كيفما شاء،فتارة يأخذها يميناً وتارة يأخذها شمالاً وقد يوجهها وجهة أخرى فتصل إلى مناطق لم يتوقع الراصدون أن تتوجه إليها ، ويظهر لنا قدرة الله لو أراد أن يذيق قوماً عذاباً من عنده ما استطاعوا أن يفلتوا من قبضته ، ويظهر لنا مدى حاجتنا إلى لطف الله وعنايته ، فعلينا أن لجأ إلى الله تعالى ليلطف بنا ونسأله الرحمة ، وهذا ما يبينه قوله تعالى: "فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم "فنسأل الله تعالى أن يلطف بنا ويرحمنا ولا يؤاخذنا بذنوبنا إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير.
منقول ..