السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
/
أسعد الله صباحكم بكل خير ومحبه ..
/

مقال / للإستاذ : حمود أبو طالب ..
/
بعض الأماكن تشعرك بالوحدة.. بعض الأماكن تبعث في روحك الوحشة.. وبعض الأماكن تضيء في داخلك نور الحياة..
الأماكن الموحشة، ليس ذنبها أن تكون كذلك، بل ذنب ساكنيها، ذنب البشر الذين يعيشون فيها، لأنهم لا يعرفون معنى البهجة بالحياة، والأصح أنهم ضحايا لثقافة مزمنة مترسخة لا تعرف من الحياة سوى الكآبة والتوجس في كل ملمح ومعنى جميل للحياة.. ثقافة لا تؤمن بالفرح، لا تعترف بصفاء العلاقات الإنسانية، تفسر كل المفردات والتصرفات العفوية التلقائية الموجودة في فطرة النفس البشرية تفسيرات لا وجود للخير فيها ولا لحسن الظن..
في ضاحية نائية في الشمال اللبناني، كنت وأحد الأصدقاء نتأمل الناس وهم يرشفون لذة الحياة قبل مغيب الشمس.. كلهم لا ينطقون سوى مفردات الحب لبعضهم، حب الإنسان للإنسان، وحب الإنسان للحياة.. كبار في السن انحنت ظهورهم، كهول خط الشيب مفارق رؤوسهم، شباب وصبية، لا تخاطب شخصا منهم إلا ويجيبك بجملة رقيقة: «أهلين حبيبي»، «مرحبتين حبيبي».. إنهم بهذا الجمال اللفظي يعبرون عن قيمة الحب في الحياة، ليس الحب الذي ارتبط في بيئتنا بالخطأ والخطيئة والتلوث، ليس الحب الذي يعاقب الإنسان عليه لأنه جريمة.. إنهم بمختلف أعمارهم وثقافاتهم وأعراقهم وطوائفهم لا يشكون في أحد، ولا يتربصون بأحد، ولا يعتبرون من يحتفي بمعنى الحب متجاوزا للنواميس والأخلاق..
حب الحياة.. حب الناس.. تكريس هذه المفردة المكونة من حرفين فقط ليس خطيئة أيها الناس المتصحرون..
/
حنايا الرووح