الى من يهمه الامر وبقايا من وجع
السلام عليكم ،
السلام عليكم جميعا ..
الأحياء منكم والأموات !
ولأن الموت مفتاح الحياة ،
كانت الدنيا وكنا !
ولأن الدنيا تشبه امرأة فاتنة ، تراها في محطة انتظار
تعبر أمامك
تدوس على طرف ظلك ،
فينكسر في شجرة صدرك غصن !
وقبل أن تقول لها ..
يا عطر المرايا
يا موعد الصبح للصبح !
يا حكايات الشبابيك للريح والغيم
يا خدعة الصلح ..
بين السكين والجرح !
قبل أن تخبرها ..
عن حسنها وحزنك .. ترحل !
ويذبل الكلام على شفتي قلبك !
لذا نموت جميعا وما زال في صدورنا كلام لم نقله ..
عن الدنيا وعن الناس !!
وحين سئل أحد ملوك بني أمية عن الشيب في رأسه ، قال :
" وكيف لا أشيب وأنا أعرض عقلي على الناس كل جمعة ؟! "
وما زلت أعرض قلبي على الناس كل "حزن" ،
حتى شاب قلبي ، وكرهت الناس
ولم يسألني أحد !
ولأن الشعر رغيف الحزن ،
فما زلت أذكر أول "رغيف" كتبته !
ذكرى ،
مكتوبة على جدار
أسامي
تاريخ
أشعار
أظن اللي كتبوها صغار
وأحلامهم بعد كانت صغار
ظنوا المشاعر تكفي
ما دروا إن الزمن يمشي !
شفتها ولا أدري ليه طرى في بالي سؤال
يا ترى اليوم ..
وبعد السنين اللي مضت
إن شافوا الذكرى وش يحسون ..؟
يمكن يضحكون ..
على شعرهم
حلمهم
أو على خطهم !
والله أعلم يمكن بعد يبكون
على عمرهم
ربعهم
أو على حظهم !
بس الأكيد ..
تبي تبقى هالذكرى ،
ما بقى هالجدار !
ومن حينها أصبح الجوع وجبتي الرئيسية !
وما زلت أذكر أول رغيف حاولت "نثره" في مجلة ،
محتسبا الأجر في أكباد العصافير!
وأذكر أنهم قالوا لي كلاما جميلا ،
وكيف أن "لوني" مختلف !
حيث لا يوجد عندي طاولة ، مقعدين ومزهرية !
ولم أضع في رسالتي ضفيرة ، ولا خاتم وإسوارة !
صنعوا لي جناحين وأطلقوني ،
وفي أعلى نقطة أخبروني أن الرحلة انتهت وعلي أن أعيد إليهم الجناحين .. !
وكان السقوط على "أوجع" ما يكون !
أخبروني أن رغيفي فاسد ولا يصلح للاستهلاك
بسبب علة في "الوزن" !
نصحوني بالاهتمام أكثر "ببناء النص" !
فأخذتهم على "قد عقولهم" وسكت !
وهم أيضا أخذوني على "قد حزني" ،
ونصحوني بشراء كتاب في العروض !
ولم أشترِ كتابهم ،
لكنني اشتريت لي دفتر!
وكلما اكتمل في داخلي نص ،
.. هدمته !
وكلما استقام في البال "صدر شعر"
.. كسرته !
وكلما ذرت الريح في حجري "حصاد الكلام"
.. نثرته !
بارد تافه هذا الكلام شتاء
جاف قاحل صيفا !
موحش بتوقيت "غرينتش"
وكاذب بتوقيت مكة !!
هذا الكلام سرب حمام
دائما يطير كلما وجدته
ويبقى منه في فؤادي .. صفق أجنحته !
وأغنية شعبية قديمة
" ديره بدل ديره
ودار(ن) بدل دار
بكره نودعكم
على خير يا زين "
ولم أكن أعلم ..
ما هي "الديره" ولا الدار !
ولم يجرحني "الزين" بعد .. ولا ودعته !
ولم أكن أعلم ..
هل كان صوت تلك المرأة ، التي تغني لنا ونحن صغار
أم وجع الكلام ،
أم هو شيء قدّره الله علي ..؟
حين كنت أحزن "حد البلوغ"
وأنا أردد مع الصغار ..
" على خير يا زين !! "
.
.
.
وتركت الدار !
ودفنت "الزين" .. في دفتر !
الي من يهمه الامر....!
العرض الشجري