كأي طفله بريئة ولدت في هذه الحياة لا تعلم من السعادة إلا دمية تمشط شعرها ، أو أقران تلعب معهم في شارع الحي القديم الذي امتلأت حفرياته ببقايا أمطار البارحة ثم ..... عدت إلى بيتنا المتواضع بعد لعب ومرح لم يكن هناك في استقبالي إلا صوت أهازيج حماسيه وأناشيد تنادي وتئن ...صوت شجيي غرس في القلب سكينا .اقتربت من ذلك الصوت فإذا هو مذياع أبي قد علقه في شباك الفناء .... جلست تحت الشباك سمعت آهات وبكاء وصيحات ....!!!!!! عن من؟ وأين ؟عـــــــــــــــــن فلسطين.....,في الأرض المحتلة.....سمعت كلمات مثل: إسرائيل ...صهيون ..كرهتهم من قلبي المجروح من جرح أطفال عاشوا في وسط الدماء دماء آبائهم وإخوانهم ....بدأ الدم يغلي في عروقي وأحسست بغصة تؤلمني في حلقي لا أستطيع بلعها ولا إخراجها لم يخفف من وطئتها إلا دموع انسابت من مقلتي وأنا أحدق في بلاط المنزل والنمل يسعى سعيه المعتاد لا يبالي بمن مات أو قتل فهو في شغل دائم .
جلست مطرقة انتظر......... انتظر ....... ماذا انتظر........ انتظر ما هي نهاية هذه المجازر فقلت حينها مخاطبة نفسي : متى تنتصر فلسطين؟؟ يا رب انصر هؤلاء الأطفال الذين يحاربون الصهاينة بالحجارة ما أشجعهم والله!!! يا رب اجعل حجارتهم كالرصاص أو قنبلة أحسن ........ المهم سلاح قوي .
ثم سمعت أولائك المنكوبين يقولون : أملنا في الله ثم في إخوننا العرب !!
فأحسست بالذنب أحسست بالحزن أحسست بالخوف مشاعر مختلطة ... لا أدري ،ولكن ما أيقنته : أنني أصبحت جريحة تنزف دمائي ألما بنزف دماء الشهداء في القدس.
وخيمت غيوم الذل فوق رأسي ... نعم نحن مسلمون يقهرنا اليهود ،وكبرت غيوم الذل ......فأصبحت أراها تغطي العالم الإسلامي أجمع..
فمتى تنقشع غيوم الذل؟ ونقهر أعداءنا وننصر ديننا وننتزع حرية المسلم من براثن اليهود .
متى يا ربي تحقق الحب الذي يسمو بنا إلى المعالي : حب ديننا ونصرته في كل مكان وزمان..
غيمــــة الذل!!
العرض الشجري