وقع في يدي كتاب باللغة الإنجليزية يتحدث عن الشعوب وكان ضمنه مقطع عن الشعب السعودي وسماته كشعب متدين يدين بالإسلام وثري - مترف! وإلى جانبه وضعت صورةٌ لرجال يرتدون ملابس رثة للغاية وهم مجتمعون على صحن أرز كبير ويأكلون بشراهة!. صورة مشابهة لهذه رأيتها في برنامج وثائقي: صالة مغادرة في مطار أمريكي فيها رجل سعودي يرتدي (مشلحاً) والحراس الشخصيون يحيطون به وهو يتحرك بشكل غير منظم بالمرة ويتصرف تصرفات فضولية!.
يعتقد البعض أن السعوديين ما هم إلا براميل نفط وبنوك متحركة ورغم خطأ هذه النظرة فالسعودية اليوم وإن كانت دولة غنية ألا أن شعبها متباين الطبقات ومن الظلم وصفه كله بالغنى في الوقت الذي يسير المجتمع باتجاه الطبقية بشكل لافت! وفي كل الأحوال الأمر لا يعنينا من هذه الجهة إنما ما قصدته النظرة التسطيحية لكثير من الموروثات والمكتسبات الثقافية السعودية ليست خاصة بالغربيين فقط بل هي منتشرة في كثير من الشعوب؛ وعلى الرغم من أننا نستاء فعلاً من نظرة العالم لنا إلا أننا وكثيراً ما نسهم في رسم هذه الصورة السلبية للمجتمع - وإن لم نشعر - سواء بأعمالنا الدرامية التي تبدي حياتنا بشكل تافه وسطحي للغاية!. أو عبر النصوص السردية التي تصف المجتمع بهموم تافهة وشخصية ومكررة أو حتى التمثيل الإعلامي الباهت عبر القنوات، كثيراً ما فكرت في دور الفنانين في نقل حضارتنا وثقافتنا إلى العالم، وهل يشعرون بثقل المسؤولية عليهم..؟. الحادي عشر من سبتمبر صرف أنظار العالم إلينا ليستكشفوا هذه البلاد التي توجه لها أصابع الاتهام في كل شاردة وواردة!. لكننا أبداً لم نستفد من هذه المرحلة، ولم نمثل السعودي بتوجهاته المغايرة عمّا يظنون والأكثر عمقاً من مجرد .. "رجل مترف"!.
بقلم * آلاء البراهيم