تفاصيل سيرة ومعارك قبيله بني شعبه ومنها قبيله ((النجوع ال حدره))
هي تلك القبيله العتيده التي تسكن بلده الدرب المنسوب اليها والذي عرف في كتب التاريخ بـ(الدرب)و(درب بني شعبه)
والتي انضوت تحت رئاستها عدة قبائل مثل (النجوع ال حدره) و(الشرفاء)والنحوس وغيرهم,وقد حفلت تواريخ (المخلاف السليماني)
_____________________________________________________________________________________
-جازان- بغزواتهم لقرى وقبائل شمال المنطقه كما اشتهروا بالنجده والفروسيه والشجاعه.
وكان لهم دور مشرف بزعامه احدهم المعروف بالشيخ عرار بن شار الداعيه في الجنوب في العهد الأول للدعوه السلفيه
مع زميله الشيخ احمد بن حسين الفلقي الصبياني _(راجع كتاب المخلاف السليماني الجزء الثاني)
وقيل ذلك بعده كانت الحرب القبليه بينهم وبين قبيله عبس وقد قيلت فيها الملاحم الشعبيه
التي حفظ منها ماحفظ ونسي مانسي وضاع ماضاع.
جاء في كتاب ((العقد المفصل بالعجائب والغرائب في دوله احمد بن غالب))من سنه 1101 -1105
_____________________________________________________________________________________
واورد بعض حوادث واخبار تلك القبيله ونقتبس منها مايخص موضوعنا:
أ ) وفيها كان فرار مهدي الخواجي وبعض عشيرته الى الدرب
ب ) وفي يوم الخميس 19القعده 1103 توجه بنوشعبه من الدرب
ج ) وفيها استنجد الامير ببني شعبه وارسل اليهم رسولا ثم توجهوا معه من الدرب
د ) بعد ارتحال الامير من الريان ارتحل بنو شعبه الى الدرب وذلك سنه 1105
_____________________________________________________________________________________
ومن استقرائنا للتاريخ وكتب الرحلات و((معجم البلدان)) يظهر لنا مايلي:
أ :- ان بني شعبه عدنانيون من قبيله كنانه لما يأني :
1 ) ان مواطن قبيله كنانه منتشره كما يفيدنا الهمداني من شمال منطقتنا الى مابعد الليث
2) ماذكره الفاسي والمقريزي والرحاله ابن جبير والرحاله ابن مجاور والتجيبي يؤيد ماذكرنا كما ان صاحب
(الرحاله اليمانيه) يفيدنا مانفهم منه ان اصل تلك القبيله موجود في جهة وادي المحرم و(الفرع)الى سنه 1329.
.
ب :- حروب ومعارك بنو شعبه:
سبقت الإشاره الى التجاءعجلان بن رميثه الى سواحلهم في سنه 750هجري,والإشاره الى
استنفار قائد امير مكه لهم مع غيرهم في قتاله مع امير صبياء في سنه 1025.
.
وفي سنه 1103 في اثناء اماره احمد غالب البركاتي وقد ضاق ذرعا بغارتهم وتسلطهم حاول التجربه الاولى بغزو ((النجوع ))
في الصندلين شرق قريه الملحا فبعث سريه بقياده اخيه حسن بن غالب ووزيره سنبل ,فخرجت السريه من ابي عريش وولت سيرها
حتى عسكرت في جهة الصندلين على مقربه من النجع الذي يرأسه احد شجعانهم بشار بن شريفه الشعبي
لم يتخذ قائد السريه وسيله الحيطه والحذر استهانه بأمر ذلك النجوع,فهجده الشعبيون فلم يفق من نومه الا مذعورا تحت
ضربات السيوف وطعن الرماح والخناجر فولى منهزما بعد ان قتل رجاله مايزيد على ثلاثه عشر رجلا, وذلك في شهر محرم سنه 1103هجري
وبعد الموقعه التي رفعت رصيدهم حربيا وادبينا التجأ احد الخواجيين الفارين من بطش احمد بن غالب اليهم مع بعض
عشيرتهم في بلدتهم الدرب واخذ يهون عليهم امر احمد بن غالب ويحرضهم على غزو جهاته وفي شهر جمادى الاخر
خرجت غزيه من بني شعبه بقياده احد شيوخهم علي بن محمد الموكلي لغزو قريه الحسيني فهزمت الغزيه
وآسر عقيدهم علي بن محمد موكلي فــ تم تسليمه الى عامل صبياء الذي سجنه ثم صلبه.
لم يهن على بني شعبه هزيمه غزيتهم واسر احد شيوخهم وبينما هم يديرون اوجه الرأي وافاهم الخبر بصلب صاحبهم
فقرروا الاستعداد للأخذ بالثأر من اهل الحسيني اولا
وبعد مضي ثمانيه عشر يوما من صلب صاحبهم صبحوا قريه الحسيني وقتلوا من اهلها ثمانيه عشر رجلا واحرقوا
القريه وطموا الابار ورفع ذلك سمعتهم الحربيه في المنطقه بأسرها وتلاشت هيبه الاماره الهزيله امام قوتهم
ففرضوا على القرى ضيافه غزاتهم المتجوله.
.
وفي نصف شهر شعبان وصل العلم الامير احمد بن غالب ان نجعا كبيرا من بني شعبه وحلفائهم (النحوس) مربعون في نواحي وداي
فبعث سريه بقياده وزيره سنبل تحركت من قريه الشقيري لمهاجمتهم واخذ انعامهم.فتقدم الوزير_مهملا كل حيطه وحذر_ ولم
يتعظ من الدرس السابق في غزوه الصندلين - وعندما قرب من مواقعهم غط في نوم عميق لم يفق الا على تهجيد القوم لسريته
والفتك الضريع بها فانسحب مع فلوله بعد ان فقد من رجال سريته خمسين قتيلا والأستيلاء على اسلحتهم.
.
وفي شهر ذي القعده علم سنبل وهو في مركز ه بقريه الشقيري ان جماعه من ال عمر وال حسن من بني شعبه نازلين في الجهات
الشرقيه فخرج اليهم وهاجمهم على غره وفقتل ثلاثه اشخاص واسر شخصا واخذ انعامهم
ذهب الصريخ الى بني شعبه في الدرب فأقبلوا يتحرقون غيظا بقيدو الشيخ علي بن جابر الرزيقي اقبلوا قاصدين قريه الشقيري
فاستعد سنبل للقائهم ورابط على راس قوته في شمال القريه وفي يوم الاحد 23 ذي القعده 1104 حملت فرسان بني شعبه حمله
صادقه على معسكره فشتتوا شمله فانسحب سنبل للإعتصام بداره فهاجموا الدار ثم احرقوها ولم ينج سنبل الا بالفرار الى
مولاه في ابوعريش بعد ان بلغ عدد القتلى من اصحابه سبعه عشر قتيلا.
.
واغرى نجاح بني شعبه الحربي غيرهم فانضمت اليهم غير قبيله يسخرونها للغزو برئاسه جماعه منهم وفي شهر صفر سنه 1105
صبحت قريه صلهبه ثم بلدو بيش وقتل ثلاثه عشر قتيلا ثم صبحوا قريه (الملحه) وغيرها
وقد اضطر الامير اخيرا الى ترضيتهم للأستعانه بهم لما التأثت عليه الأموروتأزمت الأحوال فتظاهروا بمساعدته وهم على حذر
ولم تطل مدته عاد الى الحجاز في تلك السنه نفسها.
.
ونجد في حوادث سنه 1266 وقوع حركه عصيان من بعض قبائل مشيخه بني شعبه وهم (((النجوع ال حدره))
فيقول صاحب (تاريخ عسير) مانصه (قبيله آل حدره تسكن ضفاف وداي بيض وهي من توابع مشيخة بني شعبه )
اما الروايه الشعبيه التي رواها لنا الشيخ ابراهيم بن محمد الشعبي احد شيوخ بني شعبه بحضور جماعه من شيوخ ووجهاء
اهل الدرب ومنهم شيخ شمل بني شعبه الشيخ هادي بن محمد بن هادي وابنه وملخصها:
ان الامير ابن عايض ارسل سريه لتأديب قبائل بني شعبه بقياده شخص من شهران يدعى ابن نمشه وبمرورها في طريقها بقبيله
ربيعه المعاديه لبني شعبه اخذ شيخهم غرامه بن حديب في تحريض القائد واغرائه على بني شعبه علم بنو شعبه بالواقع
فتقدم مشايخهم بالضيافه والذبائح, دليلا على حسن طاعتهم وعند وصولهم اليه في مكان يسمى راشه اعتقلهم وطلب ثمن
اطلاق سراحهم الموافقه على:
1)التعهد بتسليم نصف اموالهم وانعامهم
2)تحريق بلده الدرب
فقال له مشايخ بنو شعبه على العين والراس وانما جميع المشايخ معتقالون لديك ولا بد ممن يصل الى القبائل ويخبرهم
بتحضير الاموال والانعام للمناصفه واخلاء البلده من السكان تمهيدا لإحراقها فإما ان تبقيني انا لديك رهينه وتطلق المشايخ
لإفهام القبائل بالواقع او تبقيهم في الاعتقال وتطلق سراحي انا , وكان اسمه ابراهيم بن محمد الأعرج,قال قائد السريه
للشيخ اطلقك انت وابقي المشايخ رهائن حتى تعود الي بالموافقه ,سار الشيخ ابراهيم من ساعته واخذ طول الليل يطوف
بوجهاء القبائل يرجهوهم الحضور الى الدرب للتشاور العاجل وبحضورهم اخبرهم بطلب قائد السريه وطلب رايهم القاطع
فرفضوا الطلب واستعدوا للقتال,تأخر الشيخ عن الوصول في الموعد المحدد تقدم قائد السريه الى موضع يسمى الكد جنوب
بلده الدرب ومن هناك تقدم لمهاجمته الدرب وصمد بنو شعبه في الدفاع واستمر القتال ثلاثه ايام وفي اليوم الرابع اغارت
قبيلة((ال حدره)) لمساعده اصحابهم وحلفائهم بنو شعبه وقبل وصولهم الى ميدان المعركه صادوا رجالا من السريه صاعدين
بالمشائخ المعتقلين الى السراه فاستنقذهم واشتركوا في القتال الدائر فانهزمت السريه بعد ان فقدت الكثير من رجالها.
_____________________________________________________________________________________
معركه بنو شعبه وعبس:
العداء بين قبيلتي بني شعبه شعبه وعبس واهل (الحقو) قديم يصعد الى ماقبل مائتين وخمسين سنه ان اشرنا الى ان الامير
محمد بن احمد خيراتي شجع اهل الحقو وعبس على حربهم بني شعبه وساعدهم بالسلاح والمال ثم قيام بني شعبه بتحريق بلدة
الحقو بعد خلع الامير المذكور ويظهر ان ذلك العداء استمر عبر السنين يظهر ويختفي ويشتد تارة ويضعف تاره اخرى الى
اواخر القرن الماضي زمن الغاره الاخيره التي شنها قبائل بنو شعبه على الحقو وعبس سجلها المسمى الاعمى) في نشيده
المعروف والمحفوظ لدى كثير من بني شعبه ويسمى هذا النوع من الشعر ب(القاف)قال الراوي الشيخ ابراهيم محمد الشعبي :
بعد ملك ابن عائض بفتره وقعت فتنه بين قبائل بني شعبه وقبائل عبس الذي هم وقبائل الحقو داعيه واحده وقد اغارت بنو شعبه
على عبس وصار الحرب في محل يسمى (قعاس) وهذه (قاف) الشاعر في تلك الوقعه:

هذه بعض ابيات من القصيده التي تطول الى 100 بيت تقريبا
شرح مختصر للقصيده :
استهل الشاعر نشيده بقول (بنيت قافي بناء قصر معظما)وانه بناه من الفضه الخالصه ومن صوان الحجاره لا من الاحجار الهشه
الرخوه اللتي تتفتت بأدنى دقه ثم اخذ في منادة اللطيف يطالبه بالعوده الى الماضي المجيد بالنسبه لقبيله
بني شعبه وحلفائهم والى مراعي ابل تلك القبيله العتيده التي تدعى(((عصيره))) وهي ترتع في تلك المواضع التي اشار
اليها وقد ضربت هيبه بني شعبه سورا من المنعه على تلك الابل من يد كل كايد طامع من متلصصه القبائل وخراب
البوادي وحدد تلك المراعي هي حمى لابلهم من (وادي ريم ) في الجنوب الى (وادي نهب الاهمال) في الشمال
المصدر :كتاب الادب الشعبي في الجنوب
تأليف :محمد بن احمد العقيلي
بحث وكتابه وتنسيق:اسيرالصمت
الجزء الثاني:مكتبة الملك عبدالعزيز العامه بالرياض
__________________