المشكلة في الرقابة وتطبيق القانون

نتابع يوميًا وعن كثب "حملات" البلديات على المطاعم والمخابز والتي أفضت إلى إغلاق المئات منها، وأيضاً وزارة الصحة عن إغلاق كثير من المراكز الصحية غير النظامية أو مخالفة، وأيضاً وزارة التجارة بإعلان عقوبات عن مصدري شيكات بدون رصيد أو مخالفين من محلات تجارية أو من يمارس سوقاً سوداء في الدقيق أو الأسمنت، وأيضاً حملات المرور التي لا تتوقف ووصلنا الآن "للوقوف الخاطئ" بعد السرعة ولحد ما قطع الإشارة، السؤال هنا بعد هذه الأمثلة لا الحصر، ما الذي يحدث؟؟ مع هذا الكم الكبير من المخالفات في الرياض غالبها فما بالنا بالمحافظات والمدن والهجر بطول المملكة وعرضها؟؟ هل اكتشفنا اليوم حجم هذه المخالفات وأنها حصلت بالأمس أو بالأيام الماضية؟ لا أبداً هي موجودة من سنوات وتمارس، والآن نشهد جهدا وعملا نصفق له ونرحب به ونأمل أن يستمر بلا توقف لا بأسلوب اليوم والأسبوع لكل حملة.
لن ألوم المخالفين ولا يعني أنني أؤيدهم أو أشرع لهم فعليهم مسؤولية دينية وأخلاقية وأدبية بحماية الحقوق والعمل النظامي والقانوني وصحة الناس وغيره ولكن حين تغيب "الرقابة والعقوبة" ماذا ننتظر؟ حتى ابنك وهو ابنك إذا لم تتابعة وتحاسبة وتطبق قانون "التربية" الذي تمارسة لن يسمع لك ولن يتقيد بأسلوب التربية الرشيد الذي تقوم به. أما القطاع الخاص ونحن نركز هنا على القطاع الخاص حين تنعدم الرقابة والمحاسبة لأشهر وسنوات ماذا نتوقع؟ بالتأكيد تدني الخدمة وسوءها وتراجعها وهذا يضر اقتصاد الدولة والمواطن وفيه من التدليس والغش والممارسات غير القانونية بل قد يصل لمرحلة يصعب الحل معها بعد أن تستشري وهذا ما يجب أن نعيد النظر به تماماً.
انني لا أطالب بالكثير فقط أن تفعل وزارة الداخلية ووزارة التجارة والبلديات كمثال أنظمتها وتطبقها كل فيما يخصه وهذا مهم فنحن لا نعاني من نقص "نظام وقانون وتشريع" نحن نعاني من "تفعيل وتطبيق" هذه القوانين والأنظمة على أرض الواقع وهذا عمل الوزارات. ويجب أن تدعم كل الجهات الحكومية الكوادر والآليات كل حسب قطاعه وعمله لماذا ننبهر ونتفاجأ حين تعمل البلديات وتكشف المخالفات أو وزارة التجارة وتقوم الدنيا ولا تقعد حين تقوم وزارة الداخلية وغيرها بتفعيل "القوانين والأنظمة" وهذه هي القاعدة لا المتغير بل هو الثابت والمطلوب وهذا ما ينقصنا حقيقة ويجب أن ننتهي من تغييب وسبات هذه الأنظمة والقوانين وتظهر للعلن وتطبق وتفعل باستمرار لا مرحلة وننسى سنوات وتغيب من جديد يجب ان نبدأ مرحلة جديدة ومتغيرة تماماً.

بقلم راشد محمد الفوزان
جريدة الرياض