الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتــدى نبـــــــض الــوطــن الغالــي خاص بكل ما يخص المقالات الخاصة بالوطن و يلامس رفعته و يناقش همومه

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-15, 12:33 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الشبكة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 1
المشاركات: 6,189 [+]
بمعدل : 0.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 100
الفارس will become famous soon enough الفارس will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الفارس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتــدى نبـــــــض الــوطــن الغالــي
افتراضي حتمية الغرس الثقافي لمواجهة صبية داعش

لقد شكلت الأحداث الأخيرة لإرهابيي داعش منعطفا خطيرا في استراتيجية الإرهابيين التي تمثلت في استهدافهم بلادنا، بعمليات انتحارية بأيدي صبية من أبناء الوطن؛ ما يعني أننا سنواجه مزيدا من أعمالهم وخططهم الإجرامية، ما داموا يجدون من أبناء بلادنا فئة منحرفة ومجرمة راغبة في زعزعة أمننا؛ لهذا فإن ما كشفت عنه الأحداث الأخيرة لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه مجرد تطرف حدث من شباب غررهم، بل لابد من النظر إليه في سياق الظروف الحافة به، كالخطاب الديني المتشدد، والمناهج التعليمية الضيقة والمؤدلجة، والجو الاجتماعي الذي يسوده التشدد والانغلاق، والتضييق على الشباب وعلى المجتمع بأسره، إذ ليس أمام الشباب من فرص ليمارسوا حياتهم الطبيعية كسائر أمم الأرض، إذ كل شيء ممنوع حتى الدخول إلى المجمعات التجارية، فيتلقفهم الشارع بكل ما فيه من أمور قد تؤدي إلى انحرافهم، أو يتلقفهم المتشددون الذين يزرعون في أذهانهم التطرف، وهو أعتى سلاح تستخدمه قوى الإرهاب لتدمير منجزات المجتمع وتأجيج النعرات.
وقد انعكس ذلك على المناخ العام للمجتمع لاسيما الثقافي منه، حيث ساد إهمال صارخ للثقافة والفنون من سينما ومسرح ومسابقات فنية، وأنشطة رياضية عدا كرة القدم التي تشرف عليها (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) لكنها اختزلت الشباب كلهم والشابات أيضا في عدد من لاعبي كرة القدم، على الرغم من ميزانيتها الفلكية فلم يبق أمام الشباب سوى الاستراحات أو التفحيط، أو مشايخ الكراهية الذين يتحلقون حولهم ليحرضوهم على التمرد على الوطن، والخروج على سلطة المجتمع.
أولئك المتحجرون هم الذين أغلقوا كل منافذ الحياة والثقافة الطبيعية أمام المجتمع كله، فأسلموه إلى ثقافة تقليدية جامدة، في مجتمع ساكن مستلب سيطر عليه خطاب متحجر أنتج فهماً مفخخاً لبعض النصوص الدينية، إذ احتكر لنفسه التحليل والتحريم، وهكذا ترك الشباب في مواجهة مباشرة مع التيار المتطرف، دون أن توفر لهم بدائل صحية تجعلهم أكثر وعياً واتزاناً وتأملا عقليا لما يلقيه عليهم تجار الدين، ولو كان لدينا استراتيجية واضحة للثقافة والفنون، لأمكن تقليل فرص انغماس الشباب مع تلك البؤر المتطرفة والإرهابية.
يداهم الإرهابيون مجتمعاتهم من حيث لا يحتسبون، يأتون حاملين رايات الموت مشيعين الخراب والدمار، هذه الشخصيات الفصامية لها قانونها الخاص المستمد من فكر الكهوف الذي تصنعه مخيلة الموت وتؤججه عقيدة كره الآخر المختلف، وفكر الوصاية على الآخرين أفرادا ومجتمعات، هؤلاء لايعتدون برأي سوى رأي شيوخ الإرهاب الذين زرعوا في رؤوسهم فكرة الموت تدميرا وتفخيخا للفوز بالحور العين.
ما زلت أذكر الفيديو الذي انتشر منذ أعوام لداعية كان يتحدث في جمع من المريدين عن نعيم الجنة المتمثل في الحور العين، ويشرح ذلك بلغة جنسية هابطة، وكلمات عامية تعبر عن شبق ينفس عنه بذلك الحديث المبتذل، أمام فئة أسلمت له عقولها فانتشت بحديث الداعية الشبق (بكسر الباء) حتى بدا المناخ العام للمكان والراوي والحضور وكأنه فيلم من أفلام «البورنو»، التي تعج بها سينما الابتذال وقنواته ومواقعه.
عندما يعبئ الداعية ذهن المريدين من الصبية الأغرار بحديث الشبق، يشرع يفكر في الوسيلة التي توصله للحور العين، فلا يجد أسرع من الالتحاق بالجماعات الإرهابية التي توصله لمبتغاه، غير آبه بعائلة ولا وطن، بل غير مهتم بتعاليم الدين التي تنهاه عن القتل والإفساد في الأرض.
عندما يصل الإرهابي للجماعة المجرمة، يصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمه، وكان بعضهم ربما تحت تأثير المخدرات التي يعطونه إياها، يزعم أنه يسمع الحورية تناديه، أتذكرون ذلك الإرهابي الذي فجر نفسه في اليمن، بعد أن رأى الحوريات في منامه؟
يوقن الإرهابي بأن حلمه بالصعود حيث الحور العين، سيتحقق من بين حطام ما تدمره يداه الآثمتان، وأشلاء الضحايا الأبرياء، تصور له جرعة المخدر أنه صاعد إلى الجنة وأن الحوريات في انتظاره ليلبين رغباته المنحرفة، فلقد أكد له ذلك شيوخ الفتنة ودعاة الشبق الذين يبيحون لأنفسهم العلم بالغيب الذي اختص الله وحده به، كما لم يجد فقهاء الإرهاب في نعيم الجنة ما يستحق أن يغروا الشباب به سوى ما يلبي غرائزهم المنفلتة من عقالها! أفلا يكشف هذا الانتقاء الملتبس لنعيم اللجنة عن انحراف يلابس عقولهم، حين يسارعون إلى إغواء الشباب -الضائع التائه الذي يعاني قلقا وصراعا وأزمات نفسية - بالحور العين؟
من يتأمل موائد الذبح، وحفلات التفجير، وسيارات التفخيخ، والأحزمة الناسفة، يراعُ كثيرا لانتماء معظم منفذيها لبلادنا، وإن جولة سريعة في متصفح جوجل تكشف عن أنهم يشكلون الأغلبية العظمى من مجموع الإرهابيين الذين ينتمون لعدد كبير من البلدان العربية والإسلامية والغربية، فعلى أي شيء يدل هذا؟
ومما وجدته من قصص الإرهابيين السعوديين ما يلي:
- أبو معاذ الجزراوي، فجر نفسه في عربة مفخخة في محيط مصفاة بيجي النفطية في 11 يونيو 2015، وحدثت عدة إصابات في صفوف عناصر الحشد الشعبي والجيش العراقي، الذين كانوا يؤمنون المكان.
- عبدالرحمن الحميقي، فجر نفسه في الطبقة الثانية من فندق «دي روي» في الروشة خلال قيام عناصر أمنية بعملية دهم، فيما اعتقل رفيق له جريح. في شهر يونيو 2014.
- عبدالرحمن ناصر الشنيفي (20 عاماً)، فجر نفسه في فندق بمنطقة الروشة غرب بيروت، في شهر يونيو 2014، وكان مطلوبا للأمن السعودي، وغادر المملكة في العاشر من مارس في العام نفسه.
- عبدالله السديري، اختاره تنظيم داعش لتنفيذ مهمة انتحارية بسيارة مفخخة عند حاجز تابع للنظام السوري في محافظة الرقة في شهر يوليو 2014، وكان ناشطا في الترويج للتنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
- فيصل شامان العنزي، نفذ عملية انتحارية في محافظة كركوك في شهر يوليو 2014، أسفرت عن مقتل أكثر من 30 عنصراً من قوات البيشمركة الكردية، وهو طبيب انضم إلى تنظيم داعش الارهابي
- عبدالرحيم العتيبي، رأى في منامه الحور العين يدعونه إلى لقائهن، فنفذ عملية انتحارية في اليمن، في شهر أغسطس 2014. (وأكد أحد أساتذة علم النفس أن لدى ذلك الإرهابي اضطرابا نفسيا بيئيا أو وراثيا، فحينما يتعرض لمثير معين تحدث الاستجابة بفعل شاذ، كأن يفجر نفسه أو يقتل، وهذا خلل وظيفي في التفكير، أدى إلى ممارسة هذا السلوك الخاطئ).
- جمعان عبدالله البقمي، انضم إلى قافلة الانتحاريين، بعد أن أقدم على قيادة مركبة مفخخة وتفجيرها في مركز بمدينة الرمادي غرب العراق، في شهر أغسطس 2014..
- ماجد السحيم، نفّذ عملية انتحارية في مطار الطبقة العسكري السوري، في أغسطس 2014، وكان قيادياً في تنظيم داعش،، كما كان ناشطاً في مجال الإعلام الجهادي، منذ خروجه من السجن في بلاده.
- فواز الجهني، فجر نفسه بسيارة مفخخة، استهدفت مدينة كبيسة العراقية في شهر أغسطس 2014، ويعدّ الجهني أحد أطباء داعش.
- سليمان عبدالله السويد 24 عاما - ويكنى بأبي علي الجزراوي الضغيمي - فجر نفسه بسيارة مفخخة، في مدينة الحديثة ثالث أيام عيد الفطر، في شهر أغسطس 2014، وكان ودّع أهله وأصحابه يوم العيد بمكالمة هاتفية.
- عبدالعزيز الضويان، انضم إلى ركب الانتحاريين، بعد إقدامه على تنفيذ عملية انتحارية استهدفت القوات الأمنية العراقية في مصفاة بيجي التي تقع بالقرب من مدينة تكريت، أول شهر سبتمبر 2014.
- فهد الهاجري، فجر نفسه بثلاثة أحزمة ناسفة خلال اقتحام حقل نفطي سوري، في شهر نوفمير 2014، يذكر أنه غادر إلى سورية قبل أن ينهي مرحلة الدراسية الثانوية.
- ناصر غنام الصيعري، فجّر نفسه داخل سيارة من نوع «هايلوكس»، مفخخة بأكثر من طن وربع من المتفجرات، في عملية استهدفت مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى للجيش اليمني في وادي حضرموت في شهر ديسمبر 2014.
- عبدالله المسعري، فجّر نفسه بحزام ناسف في شهر يناير2013، أمام حاجز للجيش السوري النظامي في مدينة درعا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 عنصرا من الجيش.
- مشاري العنزي، من عناصر داعش، قتل اثناء الاشتباكات في مدينة حلب، في نوفمبر 2013، وهو طبيب كان يعمل مساعد جراحة قلبية، قبل ذهابه إلى سورية والتحاقه بصفوف المسلحين، وكان العنزي قد سجّل اسمه في سجل العمليات الانتحارية، لكن كان طلبه يلاقي الرفض من الأمير المسؤول عنه، لحاجتهم إليه في النقاط الطبية.
أما في بلادنا فقد حدثت عمليتا تفجير استهدفتا مسجدين في المنطقة الشرقية نفذهما إرهابيان من مواطنينا، ونلاحظ أن أكثر العمليات الارهابية كانت في أشهر الصيف من العام الماضي 2014.
أخيرا ما يجعل الشباب السعودي عرضة لتقبل الفكر الإرهابي هو خلو حياته من كل ما له علاقة بالثقافة والإبداع؛ وفي مثل هذه البيئة الفقيرة إبداعياً يجد فكر التطرف والتكفير مناخاً خصباً للانتشار، فالمشهد الثقافي وغيابه عن الخطط التنموية بكل مراحلها أوجد جيلاً شاباً هشاً بلا هوية ولا فكر سوى الفكر المتطرف، فلا يجد الشاب أي منشط ثقافي أو إبداعي يمكن أن يساهم في تشكيل وعيه وفكره، لم يجد سوى خطاب واحد وفكر واحد واتجاه واحد.
فلقد استعان الحزبيون المتطرفون ممن تولوا زمام التعليم في كل مراحله حتى العالي منه، بمفهوم الغرس، و(الغرس) في علم التربية يعني الأمر الذي يعاد تكراره في مراحل عمرية مختلفة من أجل أن يبقى عالقًا في ذهن الدارس، وهو الأسلوب الذي اتبعه واضعو المناهج ومعلموها، فخرّجوا أجيالاً نمطية في فكرها وثقافتها ووعيها للأمور الحياتية، وذلك في مجمل السياق العام، أما في السياق الخاص القائم على الأدلجة، فقد أنتج أسلوب الغرس أجيالاً كارهة للحياة وكل ما فيها من حمولات جميلة، أجيالاً مشدودة إلى الموت، وحتّى لو فكّروا في الحياة فسيكون ذلك على طريقتهم المتطرّفة التي تقول بأنّهم (ناجون)، وبأنّ الآخرين هالكون !
إن الغرس الثقافي وحده، هو القادر على تهيئة العقول فى مواجهة "الإرهاب". فهناك جيوب تغولت في معظم المؤسسات، ما يجعل اجتثاثها يحتاج كثيرا من الوقت والجهد والوعي بخطرها الذي وصل إلى حد تفجير بعض المنحرفين أنفسهم بأحزمة ناسفة، كما أنها تغلغلت في نسيج المجتمع بصورة يصعب الوصول إليها بسهولة، الأمر الذي يتطلب سياسات محكمة وإجراءات متكاملة، حتى يتسنى الحد من مخاطرها.

د. حسناء عبدالعزيز القنيعير
جريدة الرياض















عرض البوم صور الفارس   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL