الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى المواضيع الاجتماعية و الأسرية كل مايخص المواضيع الاجتماعية و المجتمعية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-08, 06:23 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الشبكة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 1
المشاركات: 6,189 [+]
بمعدل : 0.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 100
الفارس will become famous soon enough الفارس will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الفارس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى المواضيع الاجتماعية و الأسرية
افتراضي اللحاف و القدمان - يوميات موظف

اللحاف والقدمان مشهد من يوميات موظف



كان من أشد الناس إيمانا بتطبيق ذلك المثل الشعبي الذي يأمره بأن (يمد رجليه على قد لحافه)، كان يتكور فيه مثل جنين في رحم أمه، لكن اللحاف تمادى في الانكماش مثل ثوب من نسيج رديء اشتمّ رائحة الصابون . حتى لم يعد ثمة مجال لأن يطوي ساقيه أكثر لتظلا تحته .
لا يزال القمر هلالاً، لم يكتمل بدراً بعد . حينما فتح محفظته المريضة أصلا بالهزال وسوء التغذية ليدفع قسطا يعرف أن ثمن تأخيره سيكون باهظا، وهو ينقل بصره بألم بين فاتورة الهاتف، وفاتورة الكهرباء.. ويعيد في ذاكرته حساب مصاريف عائلته لبقية الشهر، في هذه الأثناء كان بين الوعي والإفاقة حينما مطّت المحفظة له لسانها كما لو كانت تسخر منه أمام عملية حسابية لا ناتج لها، تخيل أنها تقول له وقد تقمصت شخصية جراح أمام غرفة عمليات : أنت بين خيارين.. إما أن نضحّي بالجنين من أجل سلامة الأم، أو نضحّي بالأم من أجل سلامة الجنين .

ابتلع السخرية بمرارة . تماما كمن يتجرع ملعقة من دواء شعبي سيئ المذاق والرائحة، وغاص في أعماق ذاته يسأل نفسه: في هذه الحالة من هي الأم ومن هو الجنين؟ فإن تحاشى القسط و (غلاسة) المحصل الذي يبدو أنه جمع في رأسه ولسانه ثقل دم الثقلين، خاصة وهو يختار أسوأ الأوقات وأسوأ الأمكنة ليقوم بوظيفته، فلن يأمن شركة الكهرباء التي لم تعد تكتفي بالكرت الأحمر لتقطع عنه التيار بلا موعد، ولتحيل بيته إلى قطعة من الظلام الدامس نسيها الليل بحلول إفاقة الشمس، وإن فضّل النور فلن ترحمه شركة الاتصالات التي ستضخ في أذنيه كلما رفع السماعة أسوأ عبارة يشعر أن صداها يتردد في أمعائه : (عدم تسديدك للفاتورة أدّى لفصل الخدمة ....) .

وإن وإن ... فلن يجد بين شفتيه ما يُحبط به طلبا طفوليا طارئا لأحد أبنائه .

وقبل أن يسترد وعيه وينفض عن رأسه لغة اللوغارتمات هذه ، تذكر قضية اللحاف فوضع ذقنه بين ركبتيه وحاول أن يهرب ليلاحق نومه الهارب .

ترى كم يتكرر هذا المشهد في حياتنا اليومية؟ كم من الناس يعيش أزمة انحسار اللحاف بفعل دابة الأرض (الجشع) ونوم الرقيب؟


بقلم فهد محمد السلمان















عرض البوم صور الفارس   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL