الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



تاريخ قبيلة الحـويطـات العريق و اسهاماتها خاص بالمواضيع و الاحداث التاريخية المشرفة للقبيلة

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-08, 04:18 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 201
المشاركات: 1,342 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 364
نقاط التقييم: 10
السيف is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
السيف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : تاريخ قبيلة الحـويطـات العريق و اسهاماتها
افتراضي من عودة ابو تايه الى متصرف الكرك

عودة أبو تايه: أسد الصحراء وفاتح العقبة بوابة العصر العربي الحديث



[bimg]http://www.alrai.com/img/157500/157355.jpg[/bimg]


'' من عوده أبو تايه إلى متصرف الكرك . بعد السلام، أنذرك بلزوم مغادرة بلاد العرب قبل نهاية شهر رمضان . البلاد بلادنا ونريد أن يحكمها أهلها. إذا لم تغادر البلاد فإني سأعتبرك عاصياً ، وسأهجم عليك حتى يقضي الله بيننا''.

هكذا ومن أعلى مراتب النضال، ثائر صحراوي بعيد النظر يخاطب عدوه الأقوى عددا وعدة وهو أعلى منه درجة وأرفع ، فكأن الاسم يحمل صاحبه ليكون فارسا من فرسان التاريخ ، لعله عائد من فترة تيه بمئات السنين، تتوه الأمة فيقودها الفرسان الشجعان إلى دروب الحضارة والتحرر، ففي منتصف القرن التاسع عشر أو بعده بقليل على أرجح الروايات، ولد عودة أبو تايه في كبد الصحراء حيث '' الجرباء'' عاصمته وأحب الأرض إليه تنتصب يقظة على حد السيف الصحراوي العظيم.
إنه الابن الرابع من بين خمسة أشقاء وأخت واحدة، صارت رمز شجاعته ومبعث همته حتى غدت اسمه إذا ما حمي وطيس المعركة، ''اخو عليا''، إذا صرخ بها ملأ البيداء وبارتفاع العجاج ، قويت الهمم ودب الرعب بالمعتدي فيتراجع ويخسر ، الاسم يلاحقه فوالده ''حرب'' زعيم قبيلة ومقاتل شرس ، تكفل عودة بتربية قاسية ، تربية من ولدتهم أمهاتهم على ظهور الجياد وعلى حواف المعارك والغزوات، فمن طفل يسوق الماشية على هوامش المضارب، إلى ليث يقنص الغزلان ويطارد أسراب النعام، ويعلم الصقور كيف توقع فرائسها في مخالب النهاية ، انه عودة هذا الرقيق الحال كما يصفه لورنس العرب ''... منتصب كالرمح ، ضامر البدن، قوي، خفيف الحركة،... ، جبهته عريضة واطئة وأنف حاد مرتفع أقنى.. كريم لا يجارى حتى الحق به كرمه الفقر'' ، لكنه أيضا شديد المراس إذا ما غضب تستعر دواخله كالمرجل وتقدح عيناه بالرجولة والإقدام.
كان يقري الضيف ويحمي الدخيل ، ويجمع الرجال حوله كالبنيان في بيت من الشعر ينتصب بطول سبعة أعمدة ، مفرود على الرمل مثل نسر عظيم يحط على البيداء بثقة الانتصار. لقد جال برجاله الأشداء أطراف الجزيرة العربية الشمالية من خلال حملات حربية خاطفة، كما هو حال البادية في تلك الفترة ، ثم ضرب بعيداً في الشمال حتى جاس أطراف حلب وأجزاء من العراق، وكان يعود دائماً ظافراً غانماً ، وناشراً شهرته في الصحارى العربية ، حتى أفزع رجال الدولة العثمانية، فأكد لورنس أن عودة أفضل رجل في جزيرة العرب يمكن أن يكون إلى جانبك في المعركة، بل انك تكون مقداماً بعيد الهمة إذا استطعت أن تجاريه طويلاً ، لكنه كان من خلال ذلك كله يؤكد دون قصد مفتعل على وحدة الأرض واتصالها من خلال التواصل الحربي والسلمي معاً ، تلك فلسفة البدو المرتحلين والذين يمزجون السيف بالسلام والحرب بحماية الدخيل . كان عودة أبو تايه يحمل أسرار صحراء العرب في عينيه الرماديتين ، ويمتد فوق الرمل كقامة نخلة لا تحنيها الريح أو تأكل من ارتفاعها كثبان الرمل.
لقد قال سليمان موسى عن عودة أبو تايه ''انه أصبح مع بداية الحرب العالمية الأولى زعيماً من اكبر زعماء العرب في بادية الشام'' ، لذلك كان من الطبيعي أن يرسل الأمير فيصل في طلبه للانضمام إلى الثورة العربية ، فنجد أن هذه الدعوة وجدت عند عودة ترحاباً كبيراً ، وهو الملاحق من قبل عسكر الدولة العثمانية بعد أن قاومهم وقتل عدداً منهم ، وحرم عليه دخول مكان تكون فيه حامية للأتراك ، فلقد كان عروبياً بالفطرة كما يذكر ذلك موسى ليكرس قتال البدو في عمل قومي وطني في سبيل قضية تهم الأمة العربية كلها ، وإن كان أميّاً لم يطلع على تنظيرات ونظريات القومية العربية الحديثة ، لكنها فراسة البدوي وحنكته وعمق نظرته، فعند قدومه إلى معسكر الأمير فيصل في منطقة الوجه ، وعند تقديم الطعام قام بتكسير طقم أسنانه الذي صنعه الأتراك أمام دهشة الحضور قائلا لن آكل طعام الأمير قائد جيش الثورة بأسنان تركية ، وبقي لا يأكل المنسف طعامه المفضل حتى فتحت العقبة ، حيث صنع له طبيب مصري طقما جديدا . أعطى انضمام الشيخ عودة لجيش الثورة ومن خلفه الحويطات دفعاً كبيراً للعرب ، حيث قاد كثيرا من المعارك بشجاعة لا يمكن تصورها هذه الأيام ، فهو يتقدم فرسانه كلما كروا على العدو ، حتى لا يكاد يخلو جزء من جسمه من أثر رصاصة أو ضربة بسيف، وحقق انتصارات مدهشة قياساً بالفترة الزمنية القصيرة وقلة العتاد ، وكان يجول القبائل العربية لإقناعها بسرعة الانضمام لجيوش الثورة العربية ، كما فعل مع الأمير نوري الشعلان صديقه القديم، وكذلك مع زعيم الطفيلة ذياب العوران ليوفر بذلك عمقاً بشرياً وجغرافياً للثورة ، لكن عبقرية عودة العسكرية ظهرت جلية في قيادته الهجوم الحاسم على العقبة التي استعصت على البحرية البريطانية ، وتمكن مع رجاله ومع من تحالف معهم من تحقيق انتصارات عسكرية كبيرة توجت بفتح العقبة لتأمين الإمدادات، واستطاع بذلك أن يلفت نظر العالم لجدية وفعالية الثورة العربية، وليكون ما أشاعه لورنس أنه هو من يقف وراء تحرير العقبة مجرد ادعاء فارغ لا يستقيم مع مجريات الواقع وما حدث على الأرض فعلاً. لقد مارس عودة أبو تايه دوره كقائد كبير طوال تقدم الجيوش إلى شمال سوريا ، وقد أهداه الشريف الحسين بن علي سيفاً بعد تحرير العقبة ، و وصفه الأمير فيصل في رسالة للأمير زيد سنة 1918 م قائلاً '' عودة أبو تايه صديق من الروح ، استشره في جميع الأمور ولا تخف عنه شيئا'' ،مما يدلنا على مدى التقدير والحظوة التي تمتع بها عودة لدى الأمير فيصل بن الحسين ، وهو تقدير ناتج عن ما قدمه للثورة من انجازات لا تحسب بالعدد فقط رغم كثرتها ، لكنها كانت كلها فواصل هامة وقعها عودة على صفحات الثورة العربية الكبرى ، فلقد كان من أوائل من دخل دمشق بعد سحق فلول الأتراك ، بل دخل بجواده حلب الشهباء لتحرير آخر ثغر عربي من حكم عثماني دام أربعمائة عام ثقيلة بأثرها وتأثيرها.
لم يقبل هذا الثائر العنيد بحكم الفرنسيين لسوريا ، فبادر بمخاطبة الشريف حسين لإيفاد من يحمل راية الجهاد ضد الفرنسيين وملء الفراغ في شرق الأردن، فكان من مؤسسي الإمارة العربية ومن الداعمين لها ، وتشبث بالحلم العربي الكبير حتى آخر لحظات حياته ، فلقد عاش على ظهر جواده أكثر مما عاش في بيته ، وهو الذي تزوج ما يزيد عن العشرين زوجة ، فلم ينسينه حبه الأول الذي بقي يعتصر قلبه ألماً ، وظل يلاحقه وجع مقتل ابنه البكر في إحدى الغزوات ، ففت في عضده حتى مات باكراً بعد صراع مع المرض ، حيث توفي بعد عملية أجريت له في القدس ودفن في عمان وكان ذلك في 22 تموز 1924، فكانت نهاية رجل عجزت عنه المعارك والغزوات المتلاحقة ، وتسلل إليه المرض بغتة ، كما هو حال الفاتحين العظام، وهو الذي قال عنه الكولونيل لورنس انه عندما يموت فإن العصور الوسطى للصحراء تكون قد بلغت نهايتها.

بقلم هزارع البراري
جريدة الرأي















عرض البوم صور السيف   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL