ظلت إسرائيل و منذ اكثر من سبعة عشر عاما بمنأى عن أي اعتراض ولا نقول محاسبة من قبل منظمة الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي و الهيئات الدولية الأخرى , نتيجة تصدي الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا لكل
المشروعات التي تقدم إلى الهيئات الدولية , و تعسف قواتها و جنودها في الأراضي
التي تحتلها سواء في فلسطين أو باقي الأراضي العربية .
و قد تمادت إسرائيل في رفضها تنفيذ القرارات الدولية بعد ان تسلمت واشنطن ملف
التسوية في الشرق الأوسط و اعتبرت الوسيط الأول لتحريك هذه التسوية التي ظلت رهينة رغبة ساكن البيت الابيض و بما ان هذا الساكن منحاز تماما للكيان الأسرائيلي
الذي اصبح محصنا حتى من الأنتقاد فضلا عن عرقلة أي قرار إدانة , حيث دائما
(سلاح الفيتو) مجند لخدمة تجاوزات اسرائيل حتى وان طالت تلك التجاوزات قرارات و مبادرات و مطالب صاغها و اقرها ( الحليف الأمريكي و ايدها الأصدقاء
الغربيون ) مثلما هو حاصل في موضوع إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة , حيث انتشرت هذه المستوطنات كانتشار السرطان و بما إن إقامة المستوطنات على اراضي محتلة اتخذت قرارات دولية عديدة بوجوب إعادتها لأصحابها الأصليين كما ان واشنطن و لندن و باريس و اللجنة الرباعية و خريطة الطريق التي اطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش و مؤتمر أنابوليس و المبادرة العربية جميعها تطلب وقفا فوريا و إزالة هذه المستوطنات فإن تبني و مساندة المشروع السعودي المقدم لمجلس الأمن الدولي بإلزام إسرائيل بوقف المستوطنات و تفكيك الموجود منها عمل يتوافق مع تحركات هذه الدول والشخصيات لدعم مسيرة السلام في الشرق الأوسط .
و اما عرقلة المشروع السعودي و استعمال (الفيتو) ضده فمعناه أن من يستعمله يكون قد (أجره) لمحاربة السلام ومساندة الظلم و لا يصلح ان يكون وسيطا للسلام كما يدعي .
م_ن_ج