انقطعت الكهرباء.. فتعطلت المستشفيات.. وتوقفت الحياة.. وجلس الناس في حيرة من أمرهم فماذا يفعلون!! فالماء يتطلب كهرباء.. والغذاء يتطلب كهرباء.. والدواء يتطلب كهرباء والتنقل يتطلب كهرباء.. والنوم يتطلب كهرباء.. والسفر يتطلب كهرباء.. وكل الأعمال لاتؤدى إلا بتوفر الكهرباء.. فكل شيء أصبح اليوم بالكهرباء فلا حياة اليوم بدون كهرباء.. فاليوم يختلف عن الماضي كلياً لمن قد يردد بأن الآباء والأجداد كانوا وعاشوا بدون كهرباء!!
- توقفت الكهرباء وتزاحمت الأسئلة فجأة على أفواه الناس..
- هل هذا الانقطاع مؤشر مبكر على حالات مماثلة لا قدر الله؟
- هل هذا الانقطاع مقدمة لأزمات قادمة لا قدر الله؟!
- هل هذا العطل حكم مسبق على وضع غير مطمئن للناس مع قرب قدوم شهر رمضان المبارك ومع ازدياد شدة الحرارة؟
انقطاع الكهرباء في هذا الزمن من المؤكد أنه حدث جديد وغريب على الجيل الجديد من مجتمع البلاد وهم الذين يواجهون مثل هذا الحدث لأول مرة لأنهم جيل نشأ في ظل تطور الخدمات ولم يعايشوا الزمن الذي كان يحدث فيه انقطاع الكهرباء لساعات ولأيام وبصور متكررة!! ولم تمر عليهم لحظات بدون كهرباء!! ولذلك فإنهم يجهلون كلياً معرفة البدائل في مثل هذه الظروف!!
هذا الحدث جدير بالاهتمام ويتطلب فورا من الجهات المعنية مالياً وإدارياً وفنياً آلية عمل ضخمة وجبارة جداً ومختلفة على كل المهام الأخرى.. من أجل تلافي تكراره.. فالكهرباء اليوم هي عصب الحياة فتوقف الكهرباء تتوقف معها كل الخدمات في أي مدينة وفي أي منزل!!
لكن!! يبدوا ان المشكلة اكبر من انطفاء لمبة أو توقف الكهرباء لساعات.. فهذا الحدث افرز فورا تساؤلات مهمة جداً
- هل شاخت تنميتنا؟
- هل عجزت البنى التحتية لمشاريعنا؟
- هل ترهلت منجزات التنمية؟
- هل ضعفت خطط التنمية الأولى والثانية؟
- هل انتهى العمر الافتراضي لمشاريع التنمية الكبرى؟
هل.. هل.. تساؤلات داهمت الناس فجأة وبدون مقدمات في عز لهيب الصيف الساخن عن مدى سلامة وقدرة البنى التحتية لكافة مشاريع التنمية الإستراتيجية في بلادنا وخاصة أكثر منها التي تمثل العصب الرئيسي للحياة وأهمها مشاريع الكهرباء والماء والصحة والغذاء والصناعة..ومعرفة مدى مقدرة هذه البنى على مواصلة العمل لسنوات قادمة بدون عطل او توقف او نقص او كلل لأي مبرر ولأي ظرف طارئ لاقدر الله وهذا يتطلب أيضا جهوداً جبارة من خلال الوقوف على جدية ومقدرة مشاريع الصيانة والتحديث والتطوير المستمرة على مدار الساعة لضمان استمرارية مثل هذه البنى التحتية في مواصلة عملها ليس للجيل الحاضر فحسب بل للأجيال القادمة وهم الأهم .
فالكهرباء بدأت تنقطع.. والناس تعاني من شح الماء.. وغير ذلك من الأخبار المماثلة!! هذه تطرح تساؤلات عن مدى قدرة كافة البنى التحتية لمشاريع التنمية على الاستمرار وعدم التوقف أو التعطل لا قدر الله في أي لحظة.. فهذا الخلل المتتالي في أداء بعض الخدمات الإستراتيجية بدأ يبرز ويتكرر في وقت تنتظر منا الأجيال القادمة أن نقدم لها منجزات تنمية يفترض أنها تتفوق في مقدرتها وكفاءتها على ما صنعه لنا الجيل السابق.
بقلم عبد الرحمن آل الشيخ