بقلم د. صنهات بدر العتيبي
يشتكي كثير من أصحاب الجوالات من رسائل تأتيهم بشكل مزعج من قنوات فضائية (نصف كم) تروج لمسابقات سخيفة تحت وعود (عرقوبية) بالفوز بالملايين الخيالية والرحلات السياحية وربما شقق فاخرة على ضفاف نهر السين!! ويقول أحدهم إن احدى القنوات الفضائية من فئة (زلط ملط)!! ومشهورة باستخدام (توقيت مكة المكرمة)!! ومكة منها براء، أرسلت على جواله اكثر من عشرين رسالة خلال شهر رمضان الفضيل بعضها تهنئة بالشهر وبالعشر!! وأخرى دعوة للمشاركة في مسابقات أو طلب مشاركة بالرأي في بعض البرامج الخ!! وهناك أناس يشتكون بصدق من تطفل شركات العقار والتقسيط والسيارات وشركات العروض الترويجية ومحلات أبو ريالين!! على جوالاتهم وضخ الرسائل الهادفة أو الهادمة ليل نهار والنتيجة مزيد من التسوق الاغرائي المزعج!!
لقد تمثل الإزعاج على أصوله في رسائل لا تتوقف وشركات لا تستحي ويكفي أن الفضائيات أخذت تتجه نحو تعريض المذيعات للمزيد من عوامل التعرية المقصودة لتحقيق مآرب غير عفيفة على حساب جيوب وعقول المشاهدين!! ونلاحظ في خضم هذا الطوفان من الرسائل درجة مخيفة من التعدي على الحرية الشخصية وقيام "جهات ما"!! ب(بيع) أرقام جوالات المواطنين على شركات السح الدح أمبوو فقط لمزيد من الاستغفال والنهب غير المباح!!
وقد تكون الرسائل التي تحمل أنواعاً من الخداع والدعوة إلى الميسر أو اليانصيب اقل ضرراً من رسائل اخرى تصل إلى حد طلب إرسال اسم الشخص واسم زوجته لتحديد درجة التوافق ومستقبل الحياة الزوجية .
وهناك من اصحاب الشنبات!!لدينا من يندفع ويشارك مسروراً مغروراً بدون وعي (يا أرض احفظي ما عليك)!!
وفي بعض الفضائيات التي تستخدم (الشات) والهوس بالاتصال الممنوع واستغلال العوام والمراهقين لجمع الملايين التي تتكدس بفعل ما قد يدفعه البعض لمجرد التجربة، توجد أرقام للاتصال الزقوم محددة من قبل شركاتنا المساهمة (اكرر شركاتنا المساهمة الموقرة)!! فيكون السؤال المحرج: لماذا تساند شركاتنا التي نحن من أسسها وشارك فيها مثل هذه المهازل الفضائية وتشارك في سرقتنا في وضح النهار أو في الليل البهيم، لا فرق فكلها سرقات وتضليل وعواقبها وخيمة!!
في أمريكا يطلقون على هذا النوع من الرسائل بريد خربان (junk mail)!! ومن الممكن ان تضعه في أقرب سلة مهملات ولكن مع رسائل الجوال الخربانة!!
الأمر جد مختلف!؟ فمن يضمن أن لا تقع هذه الرسائل الملغومة والفاجرة في جوال شاب مراهق يطير في العجة ويتحمل فواتير لا طاقة للمكافأة الجامعية بها علاوة على المخاطر الصحية!! الأخرى التي لا يجهلها العارفون ببواطن الأمور!! بل إن هناك أناساً تجاوزوا مراحل المراهقة العمرية ولكن يعيشون في عالم المراهقة الفكرية أو العاطفية فيقعون في (مطبات) لا يمكن الخروج منها إلا بفواتير مؤلمة أو خسائر معنوية أخرى مؤلمة كذلك!! نرسل في ختام هذه الزاوية مناشدة إلى هيئة الاتصالات لوضع حد لمثل هذه الممارسات المستشرية كالسرطان سواء استغلال ارقام جوالات المواطنين أو تسهيل المهام المؤرقة للقنوات الفضائية المتلوية من فئة دي جي وما هو أسخف من ذلك!!