أنهيار أمارة وختلة زمن

تمهيد..


لقد تعاقب على أمارة المدينة المنورة عدة أمراء من صحابة رسول الله صلى الله علية وسلم وأمتدت أمارتهم حتى عام 306هـ ولهذا التاريخ أهمية كبرى حيث أنه ُ كان بداية حكم الحسينين للمدينة المنورة من فرع الحسين الأصغر بن علي بن زين العابدين بن الحسين الأكبر بن على بن أبي طالب رضي الله عنهم وأستمر لعدة قرون حتى سنة 936هـ وتاريخ المدينة مرتبط أرتباطاً وثيقاً بأبناء الحسين الأصغر خضعت قرون حكمهم تبعاً للخلل السياسي الذي كان يسود الحجاز وسادت القوة بدل الحكمه مما جعل الخلافات تصل الى حد القتال فيما بينهم وفي داخل الحرم النبوي الشريف وإنعكس ذلك على سكان المدينة وأنهيار أمارة البيت الحسيني في أواخر القرن التاسع هجري وتفرق كيانهم ووقعوا تحت ظلم التاريخ مما أفقد كثير من أهل هذا البيت نسبهم وأنتمائهم ساعد في ذلك تفشي وأنتشار أطلاق الكنى والألقاب في ذلك الوقت ولم أشأ أن أثقل هذا الطرح بتفصيلات مسهبه وحاولت قدر المستطاع أن أختصر الزمن وأختزل التاريخ ليسهل الأطلاع وقسمت مدة حكمهم الى طبقات وأزمان ليتضح للقارئ الكريم الجانب الخافي من التاريخ والذي تسبب لفقد البيوت والبطون الحسينية لأنسابهم ونبدأ بالطبقة الأولى .
المراجع :
1.طبقات بن سعد 2. نسب قريش 3. الجرح والتعديل 4. حلية الأولياء 5. أسد الغابة



الطبقة الأولى :
(( أمارة أل عبيدالله الثاني بن طاهر من عام 306هـ وحتى عام 401 هـ ))
الأمير عبيدالله الثاني بن طاهر بن يحي أبن الحسين بن جعفر بن عبيدالله الأول أبن الحسين الأصغر بن علي أبن الحسين الأكبر بن علي بن أبي طالب وهو أول أمير لهذه الطبقة ومؤسس أمارة البيت الحسيني في المدينة المنورة تميزوا بحمل لقب العلوي أو الحسيني أستلم الأمارة عام 306هـ ولهذا التاريخ أهمية كبرى ومؤشر لبداية حكم وأمارة البيت الحسيني ( الحسينين ) والذي أستمر لعدة قرون حتى أواخر القرن التاسع هجري وبداية القرن العاشر الهجري وأمتدت أمارتهم حتى عام 401هـ تداولها الأبناء توارثاً أتسمت بالهدوء والأستقرار وحسن الأدارة حتى أستلمها الأمير أبو عمارة حمزة (المهنا) بن داود أبن القاسم إيذاناً عن بداية أمارة وحكم الطبقة الثانية التى تسمت بأسم مؤسسها ( المهنا ) وأطلق على عقبه من بعده أل مهنا أو ( المهاينه ) .

المراجع:
1.العيون والحدائق 2. التحفه اللطيفة 3. الفخري في النسب 4. لباب الأنساب 6. أتحاف الورى 7. عمدة الطالب


الطبقة الثانية :
(( أمارة أل مهنا والتى أمتدت من عام 401هـ وحتى عام 612هـ ))
أبو عماره حمزة ( المهنا ) بن داود بن قاسم بن عبيدالله بن طاهر بن يحي أبن الحسين .............. وحتى أخر النسب هو أول أمير للمدينة المنورة لهذه الطبقة ومؤسس بيت أل مهنا ويطلق عليهم أحياناً ( المهاينة ) تداول أبناءه الأمارة عنوةً عكر صفوه الفتن والقلاقل وصلت لحد القتال في بينهم والتربص والأنقضاض على بعض للفوز بالأمارة أدت الى زعزعة أمارتهم التى أمتدت حتى عام 612هـ مما جعل الأمير جماز بن قاسم ينقض على الأماره إيذاناً عن بدء امارة الطبقة الثالثة والتى تسمت بإسم مؤسسها جماز وأطلق على عقبه من بعده أل جماز
( الجمامزه )
المراجع :
1.عمدة الطالب 2. المنهل الصافي 3. صبح الأعشى 4. تاريخ الدولة الفاطمية 5. النجوم الزاهره


الطبقة الثالثة :
" أمارة أل جماز ( الجمامزه ) والتى أمتدت من عام 612هـ وحتى عام 624هـ "
جماز بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود أبن القاسم بن عبيدالله ....... الى أخر النسب أمير المدينة للطبقة الثالثة ومؤسس بيت ( أل جماز أو الجمامزه ) وواحدهم جمازي تداول البيت الجمازي الأمارة توارثاً وقعت في مدة حكمهم عدة معارك كان أخرها في عهد الأمير قاسم بن جماز بن قاسم في موقعة الحميمة قرب مكة بينه وبين قتادة أمير مكة أنكسر فيها سالم وبعد مقتله أنقض على الأمارة الأمير شيحة بن هاشم إيذاتاً عن بدء حكم الطبقة الرابعة والتى تسمت بإسم مؤسسها شيحة وأطلق على عقبه من بعده أل شيحة أو
( الشيحي )



المراجع :
1.الذيل على الروضتين 2. التحفة اللطيفة 3.تاريخ الأسلام للذهبي 4. وفيات سنة 611- 620 5. المقفى



أستدراك:-
ذكر صاحب مخطوطة نخبة الزهره الثمينة في نسب أشراف المدينة للسيد الحسن بن شدقم الحسيني ذكراً مقتضباً عن الجمامزه وقال " وليس منهم اليوم في المدينة أحد ونقل عن والده أنهم بالشام وصعيد مصر وفي التحفة اللطيفة والمصادر الأخرى ذكرت أن الأمير شيحة قاتلهم وأنتزع منهم الأمارة وضيق عليهم الخناق حتى أجبرهم الى الرحيل متوجهين الى الشام وصعيد مصر وفي عمدة الطالب ذكر أن جماز وهاشم ابنا مهنا بن جماز وهذا يقود الى أن البيت الجمازي أعقب وتناسل أبناءه وهم بعيدين عن أرض الوطن ( المدينة المنورة ) وعن مسرح الأحداث وغاب ذكرهم ألا من بعض الراصدين للأنساب وورد ذكرهم في مخطوطة رياض زهرة النقب مما يدل على أن هؤلاء الأبناء المبعدين أنجبوا أبنائهم في المنفى حتى كان أخرهم " حويط بن جماز بن هاشم بن سالم بن مهنا بن جماز بن قاسم ..... وحتى أخر النسب " وبدأ وتكاثر نسلهم في مدينة العقبة أحدى مدن الشام ونمى حويط هذا وسط الغياب وتسارعُ الأحداث والفتن التى عصفت بحياة المدينة وفي جو أنهيار أمارة البيت الحسيني أعقب عمران وعلوان وسويعد رؤوس قبيلة الحويطات الحسينية ومؤسسين عشائرها وكيانها حتى تنامت وبارك الله لهُ في عقبه وأنقسمت الى أفخاذ وعشائر يطول سردها وسطرت وأثرت في النواحي الأجتماعية والسياسية للمدينة المنورة في القرن العاشر الهجري ولتوالي الأحداث والفتن التى مرت بالمدينة وما حولها وتسلط العثمانين وقسوة العيش وأمتهان الكرامه أنشغل النسابون عن رصد الأنساب مما أوقع الكثير في خطأ صنعتهُ الأحداث ونماه الزمن والخطأ موصول حيث خسر كثير من عشائر الحويطات أنتمائهم ونسبهم وقد قيض الله لهذا المضمار أناس أظهروا المخطوطات الى النور التى رصدت الأنساب ودونت وقائع التاريخ ومرده الهدوء والأستقرار وتوفر مقومات العيش الكريم الذي نعيشه في ضل حكومة أل سعود حفظهم الله

وللطرح بقية سوف يتم طرحه لا حقاً


بقلم الأستاذ الباحث /عبدالله بن حسين بن عبدللطيف الفتة الحويطي