قصة جويعد الديحاني المطيري

جاء جويعد المشيهبي الديحاني من جهة الشرق قاصدا ربعه الدياحين وهم على الجريسية ومعه زوجته وستة اطفال , نزل جويعد على رس الحضاري ( موقع ماء قديم 40 كيلو متر من شرق هضبة الدياحين ) , وكان قد انهكه واهله التعب ’ واعياهم الجوع , وليس معهم زاد يسدون به رمق جوعهم , ولا يملكون الا بعير واحد ينقلون به اطفالهم .
ذبح جويعد بعيره الوحيد ليطعم ابناءه , ثم قام واخذ معه قطعا من لحم البعير ( هبر ) وقال لزوجته : انتظريني يومين فقط فان مضت دون ان ارجع اليك فاعلمي انني قد مت , عندئذ عليك ان تتصرفي وتنقذي نفسك واطفالك , وسوف تجدين الدياحين على الجريسية ( 70 كيلو متر غرب الحضاري ) .
فانصرف جويعد من عند زوجته واطفاله وهو يردد هذين البيتين :

يا الله يالرب المجيب
يارازق الثمانيه
يارازق ضبعة وذيب
مع ستة حصانية

- الثمانيه : عددهم جميعا
- ضبعة : زوجته
- ذيب : جويعد
- ستة حصانيه : الاطفال

فغادر وتركهم وقلبه يتقطع حزنا , خصوصا ان ابناءه قاصرين , وليس عندهم من الزاد الا بعيرهم الذي ذبحه لهم , والذي لا يكاد يكفيهم ليوم او اثنين .
اتجه جويعد الى حرة كشب ( 40 كيلو متر جنوبا ) حيث يذكر هناك احد العوازم من عتيبة , عنده ابل كثيرة موكولة حمايتها من ( الحنشل ) الى كلب لم يعرف اقوى منه في هذه الناحية , وصل جويعد الى مكان العازمي عصرا , ثم تعرف على مكان بيته , واخذ يراقب الابل من بعيد حتى عرف مكانها واكده , فلما انتصف الليل قصد الابل , فهجم عليه الكلب , فلما قرب منه رمى له قطعة من الهبر
فأكلها الكلب , ثم دنى منه فرمى له قطعة اخرى فأكلها الكلب , ثم دنى الكلب قريبا جدا فرمى له جويعد هبرة ثالثة , فلما انزل الكلب راسه ليلتقطها بادره جويعد وضربه بالشلفا , فقطع رأسه , ثم انطلق ( عقل ) الابل , وسرى بها فجاء زوجته وابنائه قبل ان يبرحوا مكانهم .

رواية / عماش بن دخيل الله الديحاني - مسعود بن عيد بن مجلي - هميجان بن بريكان الديحاني - رفاعي بن مارق الديحاني

المصدر كتاب تاريخ الدياحين ، جمع واعداد حمدان بن مرزوق بن مجلي المطيري .