تحتل المملكة مركزاً متقدماً في الشرق الأوسط بسبب انتشار الأمراض المزمنة وتفاقمها.
هذا الترتيب المتقدم لاتجد له الجهات المتحدثة سوى الأسباب الجاهزة والتي تناقلتها وسائل الإعلام وأصبحت (كليشة) إعلامية تخلي مسؤولية الجهات المعنية من أي دراسة أو بحث عن الأسباب الحقيقية وراء تسارع خطواتنا للمراكز الأولى السلبية.
ومن تلك الأسباب التي توضع في عيوننا مثل قولهم إن الأسباب منحصرة في التغيير المفاجئ في العادات الغذائية، وعدم ممارسة الرياضة أو الحركة بصورة دورية و ضعف الوعي الصحي.
وهي أسباب لايمكن لها أن تقفز بنا لهذه المراتب المتقدمة لكون دول كثيرة تشاركنا هذه الأسباب ومع ذلك ليس بها هذه النسبة العالية من ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان أو الفشل الكلوي أو أمراض الكبد والدم أو ازدياد مرضى السكر.
ودائما أتساءل لماذا لاتخصص من ميزانية وزارة الصحة مبالغ مالية لدراسة الأسباب الحقيقية وراء هذا الازدياد في ارتفاع نسب تلك الأمراض؟
وقبل أن أجد جوابا يمكن لنا أن نستشف أن هناك أسبابا أخرى غير الأسباب التي تطالعنا صباح مساء، فمثلا التلوث الكبير الذي ينتشر في مناطق المملكة، لماذا لايكونا سببا مباشرا في ارتفاع نسبة هذه الأمراض؟
ويمكن إرجاع ذلك أيضا لكميات كبيرة من السلع الغذائية التي نتناولها في أغذيتنا والتي تفاجأ أن سلعة ما تم سحبها من السوق لكونها مسرطنة أو محفزة لتنشيط الخلايا السرطانية؟
أو يمكن إرجاع سبب ذلك لأنواع الأدوية التي نلتهمها (عمال على بطال) بسبب عدم تقيد الصيدليات بصرف الأدوية عن طريق (الروشتات) وبالتالي تكون أدوية لها آثارها الجانبية مما يسهم في ازدياد الأمراض.
ولو ابتعدنا عن المدن فسنجد أن كثيراً من القرى تعيش حالة تناسلية لمختلف الأمراض بسبب عدم وجود مستشفيات ضخمة تقوم باكتشاف الأمراض الخطرة من البدايات.
كما أن هذه القرى تعيش واقعاً صعباً بسبب عدم تظافر الجهود للقضاء على أي مرض له علاقة بأمراض الدم أو ناقل للمرض عن طريق المخالطة ونموذج هذا قرى جازان التي لازالت تعيش في مستنقعاتها من غير أن تحدث أي توصية فعلا إيجابيا.
ومن هنا يتضح لنا أن مسببات ازدياد الأمراض كثيرة وليست تلك التي يعلن عنها دائما أنها هي السبب.
كما يتضح أن هناك مرافق حكومية مسؤولة عن سبب ازدياد أمراضنا لكن ما الذي يمكن أن نقوله مع الإصرار أن عدم المشي مثلا هو السبب في الأمراض الغارقين بها.
بقلم عبده خال